العدد الثالث من مجلة لباب

| 182

ـ ت الفـرد واسـتخلاصاته إنمـا تنشـأ وتتـم ُّ ث َ َ ـا أن ً ن ِّ ) مبي 39(” “الأطـر الاجتماعيـة للذاكـرة بمـا يتوافـق علـى مـا هـو متعـارف عليـه فـي المجموعـة. يسـتخدم ميشـال مافيزولـي فـي “زمـن القبائـل” عبـارة “الذاكـرة الجمعيـة”، فـي سـياق التنظيـر الـذي وضعـه هالبواكـس للذاك ـرة بوصفه ـا ظاه ـرة مجتمعي ـة، وذل ـك لش ـرح كي ـف أن الفرداني ـات والهوي ـات .)40( والقـدرات تنصهـر جميعهـا فـي روح جمعيـة لت العشـائر الإلكترونيـة مراكـز اسـتقطاب مثيـرة مـن حيـث الخصوبـة الفائقـة َّ لقـد شـك لـدى أفرادهـا فـي إنتـاج المعنـى والتـي ظلـت تنبـع منهـا إشـكاليات المجتمـع واهتمامات يه، هـو، مـن ِّ الأف ـراد. ومـن الممكـن الق ـول: إن هـذا الإنت ـاج، بغزارت ـه وتنوعـه وتشـظ ـس فـي اسـتقطاب َ س ْ أ َ م ُ الناحيـة السوسـيولوجية، تعبيـر عـن فشـل الإعـ م الجماهيـري الم فئـات المجتمـع المختلفـة مـن خـ ل مـا يبثـه مـن مضامـن مغاليـة لـدور الرمـوز الفاعلـة ـا. وهـو، مـن الناحيـة ّ ً ا، واقتصادي ّ ً ـا، وسياسـي ّ ً فـي المجتمـع والضابطـة لسـلوكياته، ثقافي الفلسـفية، تعبيـر عـن وعـي الـذات، وإيمانهـا بالاختـ ف والتواصـل المتكافـئ. ونجـده، مـن الناحيـة الفنيـة والسـيكولوجية، وهـذا أبـرز مـا يميـز موجـة الإعـ م الشـبكي، تعبيـر بليـغ عـن نزعـة رومانسـية، كنـا أشـرنا إليهـا، نزعـة تجتـاح المشـهد الإعلامـي العالمـي، فاتحـة بذلـك مرحلـة جديـدة فـي التواصـل والاسـتقطاب. وإنهـا لنزعـة شـبيهة بالتـي .)41( عصفـت بـالأدب وسـائر الفنـون الأخـرى فـي أوروبـا نهايـة القـرن الثامـن عشـر ومم ـا يعنين ـا فيه ـا أن ب ـروز ه ـذا الش ـكل الجدي ـد ف ـي إنت ـاج المعن ـى ومقارب ـة الظواه ـر ـا، القائـم علـى سـهولة فـي التعبيـر، وحريـة ّ ً ا وإعلامي ّ ً ـا وسياسـي ّ ً ـا وأدبي ّ ً الاجتماعيـة، فني فائقـة فـي عـرض القضايـا المتصل ـة بالشـأن العـام والخـاص، ومناقشـتها، ظل ـت اللغـة آليت ـه الجوهري ـة وق ـد تجل ـت عل ـى شـاكلة تضمن ـت خصائ ـص الأسـاليب والس ـجلات اللغويـة الرومانسـية حيـث تدفـق الطلاقـة التعبيريـة، والتضـادات اللفظيـة، قابلـت فيهـا

Made with FlippingBook Online newsletter