| 188
ـ ت الأفـراد المتباينـة للواقـع والتصـدي لبـارادايم عـدم الاعتـراف ُّ للتعبيـر الحـر عـن تمث ) ه ـي الكي ـان المحتك ـر 55( بالاخت ـ ف. فالميدي ـا الجماهيري ـة، ف ـي الفضـاءات المغلق ـة للصـراع مـن أجـل تقريـر الواقـع والمحـدد الوحيـد لإطـار الأخـ ق التـي تحكـم الممارسـة السياسـية. والواق ـع ال ـذي يصنع ـه إعـ م الدول ـة، بمـا في ـه مـن تحري ـف وتضلي ـل، هـو الـذي ينبغـي أن يـروق للمجتمـع ليكـون المرجـع فـي إضفـاء الشـرعية علـى القـرارات الحاسمـة، والناطـق بملحمـة الازدهـار الفكـري والاقتصـادي. وهكـذا، يتحـول احتـكار الدولـة للمجـال العمومـي من مجـرد الانفـراد بالـرأي والهيمنة ـد لإنتـاج الخـوف ِّ علـى آليـات إنتـاج الخطـاب المتعلـق بقضايـا الشـأن العـام، إلـى مول ق ـدم أجه ـزة الدول ـة السياس ـية والأيديولوجي ـة ُ واس ـتفحال مظاه ـر الاس ـتبداد. فح ـن ت علــى هــدم جدليــة الاختــ ف والائتــ ف فــي المجتمــع، يكــون الفضــاء الســيبراني ـا لإعـادة بن ـاء الواقـع الاجتماعـي عب ـر عمـل تفكيكـي ً ـا ملائم ّ ً عمومي ً الجدي ـد مجـا مســتمر يقــوم بــه الأفــراد والعشــائر الإلكترونيــة مــن وراء أقنعتهــم البلاغيــة، داخــل .)56( هويـات افتراضيـة متطابقـة وغيـر متطابقـة مـع الـدلالات الحقيقيـة للمسـتخدمي فوتيــرة التخفــي وراء الهويــات البديلــة والأسمــاء المســتعارة، وإن تعــددت أســبابها، فإنهـا ترتفـع كلمـا اتسـع طيـف مصـادرة الحريـات وتعاظمـت أمـواج العنـف الفكـري ط علـى الأجيـال. لذلـك، نجـد ظاهـرة الهويـات المزدوجـة مسترسـلة عبـر العصـور َّ المسـل عرب ـة عـن حال ـة مـن الانقسـام ُ ومنتشـرة ف ـي الأوسـاط الفني ـة والأدبي ـة بالخصـوص، م الت ـي تصي ـب ال ـذات العميق ـة نتيج ـة ضغ ـوط ثقافي ـة وسياس ـية مختلف ـة لتنش ـطر إل ـى ـز مارسـيل بروسـت ِّ ي ُ مسـتويي، مسـتوى الأن ـا الحقيقـي ومسـتوى الأن ـا الاجتماعـي. ا هـذا الأخيـر الجـزء مـن ً ) بـن الأنـا الحقيقـي والأنـا الاجتماعـي معتبـر Marcel Proust( م نفسـه للعالـم. ِّ الفـرد الـذي يقـد
Made with FlippingBook Online newsletter