| 190
). شـهدت العقـود الثلاثـة الأخيـرة مـن حكمـه حالـة مظلمـة مـن الضغـط 58(” الخـارج ـا ً السياسـي والاقتصـادي والثقافـي آلـت إلـى خضـوع المجتمـع الفرنسـي للملـك خضوع ـا إلـى تغذيـة ّ ً ـا، وهـو القائـل: “أنـا الدولـة والدولـة أنـا”. أدت هـذه الحالـة تدريجي ّ ً حقيقي روح احتجاجي ـة صاع ـدة ف ـي الأوس ـاط الاجتماعي ـة، اس ـتمرت حت ـى ان ـدلاع الث ـورة ) إلـى القـول: “كان Denis Diderot( الفرنسـية ممـا حـدا بفيلسـوف مثـل دنيـس ديـدرو )، ذلـك لأن الأفـكار الثوريـة التـي 59(” لدينـا معاصـرون فـي عهـد لويـس الرابـع عشـر ظهـرت فـي ثمانينـات القـرن السـابع عشـر هـي ذاتهـا التـي تم التعبيـر عنهـا بدايـة الثـورة ـا ّ ً ـا حي ً لت الحدائـق الباريسـية والأسـواق والمقاهـي والمسـارح ميدان َّ الفرنسـية. وقـد شـك كيـة المطلقـة. وبـدأ َ ل َ انتعشـت فـي حـدوده حـركات التملمـل الشـعبي والآراء الناقـدة للم ل، إل ـى جان ـب المجـال العموم ـي ال ـذي تهيم ـن علي ـه السـلطة الملكي ـة، مجـال َّ يتشـك عمومــي بورجــوازي يحمــل بــذور التحــدي للســلطة. لكــن لويــس الرابــع عشــر كان ـا بضـرورة أن يـرى الملـك كل شـيء، ويعـرف كل شـيء، ويسـمع كل شـيء. ً ـر دائم ِّ يذك لقـد قـادت هـذه العقي ـدة لويـس الرابـع عشـر إلـى إحاطـة نفسـه ببطانـة قـادرة علـى ـم فـي الحـركات التـي من شـأنها ُّ تمكـن الملـك مـن رصـد تجليـات الواقـع المحلـي والتحك إحـداث الاضطـراب فـي المجتمـع، والتصـدي للفكـر المضـاد. بطانـة قـادرة بالخصـوص ل باتجـاه القطيعـة النهائية مـع الملكية. َّ بـات الـرأي العـام الـذي بـدأ يتشـك ُّ علـى مراقبـة تقل خبريـن سـريي يرصـدون ويتابعـون ُ ـت أجهـزة الشـرطة آنـذاك عمليـة زرع م َّ وكان أن تول مباشـرة كل مـا يجـري ويـدور فـي الفضـاء العـام، ويقومـون بالإبـ غ عـن الضوضـاء ـا مثـل جـان شـانيو ً الاجتماعيـة والأخبـار الشـائعة فـي المياديـن العامـة حتـى إن مؤرخ ) كان يـرى فـي باريـس سـحابة مـن المخبريـن تم تجنيدهـم فـي الدوائـر Jean Chagniot( ـرف هـؤلاء باسـم “ذب ـاب الشـرطة” الذي ـن اتسـع انتشـارهم أواخـر ُ ـا. وع ً الأكث ـر تنوع
Made with FlippingBook Online newsletter