العدد الثالث من مجلة لباب

ن في الحراك الجزائري ِ التواصل الاجتماعي والنشاط السياسي المواط

77 |

أمــام الفئــات الشــبابية ذات الطموحــات والتطلعــات المختلفــة عــن جيــل أربعينــات القـرن الماضـي، بـدأ ظهـور التجليـات الأولـى مـن التعبيـر السياسـي الشـبابي السـاخط ، عب ـر تزاي ـد اس ـتخدام الأغني ـة السياس ـية والاجتماعي ـة ً ف ـي ملاع ـب ك ـرة الق ـدم أو ا ً ). وقــد أســهمت تلــك الأغانــي -التــي اعتمــدت كثيــر 21( لانتقــاد الواقــع المعيــش علـى الرمزيـة فـي توصيـل رسـائلها- بشـكل كبيـر فـي بنـاء العقـل الاجتماعـي الشـبابي ل ب ـروز مج ـال ع ـام َّ ـا ف ـي بن ـاء الوع ـي الاجتماع ـي ال ـذي س ـه ً ال ـذي سيس ـهم لاحق ـا إل ـى ً ي ـا لاحق َّ د َ ف ـي الفضـاء الإلكترون ـي، وخل ـق النق ـاش والجـدل العام ـن اللذي ـن أ ـا حت ـى يحاف ـظ ً ا صحيح ً ظه ـور الحـراك الشـعبي ف ـي العال ـم الحقيق ـي وتأطي ـره تأطي ـر علــى ســلميته وعلــى أهدافــه. وقــد اســتفحلت ظاهــرة اســتخدام الأغنيــة السياســية والاجتماعي ـة ف ـي الجزائ ـر م ـع بداي ـة العش ـرية الثاني ـة م ـن الق ـرن الح ـادي والعش ـرين، بعـد أن أصبحـت ملاعـب كـرة القـدم فضـاء لمختلـف أدوات التعبيـر المعـارض المنتقـدة للأوضـاع الاجتماعيـة والسياسـية والاقتصاديـة فـي البـ د، وهـو الـدور الـذي لـم يقـم بـه البرلمـان بحكـم هيمنـة الأحـزاب المتحالفـة فـي الحكـم عليـه، ولا الأحزاب السياسـية بحكـم انخـراط أهمهـا فـي السياسـات التـي كان يضعهـا الرئيـس وطاقـم حكومتـه بعـد ا منهـا، ولا السـلطة القضائيـة بحكـم عـدم اسـتقلاليتها، ولا الإعـ م ً أن أصبحـت جـزء بحكـم إخضاعـه للسـلطات الأخـرى بق ـوة القان ـون أو بسـ ح مـوارد الإعـ ن. وبذلــك، باتــت الأغانــي والأهازيــج السياســية والاجتماعيــة، وكــذا اللافتــات ذات ـا ً رفـع فـي الملاعـب، متنفس ُ الشـعارات السياسـية العملاقـة “التيفوهـات”، التـي كانـت ت ح عبـره بالسـخط علـى المسـؤولي السياسـيي، وعلـى رجـال الأمن، َ ـم ْ س ُ ا عنـه، ي ً مسـكوت ب ـل وحت ـى عل ـى الإرهابي ـن ف ـي بع ـض الح ـالات. واس ـتخدم المش ـجعون الرياضي ـون تلـك الأغانـي واللافتـات العملاقـة لانتقـاد سياسـات قتـل الأمـل فـي نفـوس الشـباب،

Made with FlippingBook Online newsletter