العدد الثالث من مجلة لباب

| 78

وكـذا السياسـات الاقتصاديـة والنقديـة العقيمـة، التـي أدت إلـى غـ ء المعيشـة وتفقيـر شـرائح كبيـرة مـن أفـراد المجتمـع، ودفعـت بالكثيـر مـن الشـباب الجزائـري إلـى اختـزال أحلامهـم فـي مجـرد الحصـول علـى فرصـة لامتطـاء قـوارب الهجـرة غيـر الشـرعية إلـى منهـم فـي الحصـول علـى حي ـاة أكـرم. كمـا اسـتخدمت تلـك الأغانـي ً أوروبـا، أمـ ـا، لانتق ـاد النخب ـة الحاكم ـة والفئ ـات الثري ـة، الت ـي لا تتوان ـى ف ـي إرسـال أبنائه ـا ً أيض للســياحة أو للدراســة خــارج البــ د، فــي وقــت يعانــي فيــه الشــباب الجزائــري مــن الفئـات الفقيـرة والمتوسـطة، مـن مختلـف إجـراءات التقشـف التـي تفرضهـا الحكومـات المتعاقبـة. ــت أغانــي الملاعــب انشــغالات جمعــت بــن الأبعــاد السياســية والاجتماعيــة، َّ وغط أبـان فيهـا الشـباب الجزائـري عـن وعـي كبيـر بمختلـف خبايـا القضايـا والفسـاد التـي كانـت وراءهـا النخبـة الحاكمـة فـي الجزائـر. وليـسصدفـة أن أصبحـت أنشـودة أنصـار الاتحـاد الرياضـي لمدينـة الجزائـر العاصمـة “لا كاسـا ديـل موراديـا”، ترنيمـة الحـراك فـي ـا ّ ً . ويعن ـي اسـم الأنشـودة حرفي 2019 الجزائ ـر من ـذ الثان ـي والعشـرين مـن فبراير/شـباط “دار المرادي ـة”، نسـبة إل ـى قصـر المرادي ـة ال ـذي يحتضـن رئاسـة الجمهوري ـة الجزائري ـة، وهـو الاسـم الـذي يسـتحضر رمزياتـه ودلالاتـه مـن مسلسـل تليفزيونـي إسـباني، يـدور حـول مجموعـة مـن اللصـوص المحترفـن الذيـن كانـوا ينشـطون فـي قصـر بابـل. وتنتقـد الأغنيـة العهـد الرئاسـية المتلاحقـة للرئيـس بوتفليقـة وانعكاسـاتها السياسـية والاجتماعية ز الـدور التوعـوي الـذي تقـوم بـه تلـك الأغنيـات بـن الشـباب مـن ِ ـر ْ ب ُ السـلبية، كمـا ت الفج ـر ول ـم يأتن ـي َّ خ ـ ل الكلم ـات التالي ـة: “س ـاعة الفج ـر وم ـا جان ـي ن ـوم” (ح ـل ،) ً ، قليــ ً ية” (أنــا أتنــاول المخــدرات قليــ ِ ــو ّ الش ِ النــوم)، “رانــي نكونصومــي غيــر ب ـا” (مـن السـبب؟ ومـن ألـوم؟ سـئمنا ّ ينـا المعيشـة هدي ِّ ه؟ وشـكون نلـوم؟ مل َّ “شـكون السـب

Made with FlippingBook Online newsletter