الجهاديون المغاربة

بشــكل عنفي. إن وجود أراض في عالم الإسلام تحت الحتلال ابتداء بفلسطين منذ ، ثم الشيشان والبوسنة والهرسك في 2001 ، مرورًا بأفغانستان في الثمانينات و 1948 ، ولّد لدى المسلمين عبر العالم حالة من الإحساس 2003 التســعينات والعراق ســنة بالإهانة المعنوية بسبب تصورهم أن دينهم وأرضهم يتعرضان لهجمة من طرف الغرب . ((( المسيحي وهــي بالإضافة إلى ذلك إفراز من إفرازات العولمة التي أصبحت في حد ذاتها ليس فقط بالنســبة للمســلمين، وإنما في radicalization ((( عامً مســاعدًا للردكلة العالم بأســره. وهو أمر يظهر بشــكل جلي من خلال العدد الكبير من الحتجاجات والنتفاضات الشــعبية التي اجتاحت مجموعة من مناطق العالم خلال العقود الثلاثة . ((( الأخيرة إن الجماعات الجهادية العابرة للحدود تنشــأ مما يعتبره الجهاديون عولمة غير عادلة وإقصائية ومنافقة، نشــأت وتقوّت بسبب سياسات غربية. وهذا الإحساس نحو الغرب ل يتوجه أساسًا نحو تدخل السياسات الغربية في العالم العربي، بقدر ما يركز ؛ فكلما وقعت منطقة في العالم الإســ مي تحت الحتلال أو ((( علــى نتائــج التدخل تمكنت مجموعة مســلحة من الموارد والســ ح للقيام بثورة مسلحة انتعش الخطاب الجهادي؛ ومن ثم يمكن استنتاج أن الجهادية العالمية هي منتوج للأزمات البنيوية التي يعيشها العالم العربي والإسلامي وليست سببًا لها. في " الديمقراطية " بالإضافة إلى ذلك، فإن التيارات الجهادية هي تعبير عن أزمة العالم العربي؛ فالظاهرة الجهادية قبل أن تتعولم كانت في أصلها مجموعات مسلحة تتصارع على الحكم مع الأنظمة الســلطوية العربية. وهذا تعبير عن فشــل بناء نموذج للتداول السلمي على السلطة في العالم العربي؛ مما أدى بجماعات المعارضة السياسية الإسلامية وغيرها إلى اللجوء إلى العنف المسلح كأسلوب للوصول إلى السلطة بدل (1) Jane Harrigan and Hamed El-Said, Globalisation, Democratisation and Radicalisation in the Arab World, (Palgrave Macmillan, 2011), p: 220. المقصود بها هنا هيصيرورة التحول نحو التطرف، ويتم استعمالها في هذا الكتاب كمرادف لمفهوم ((( التطرف. (3) Harrigan and El-Said, Ibid. p: 210.

(4) Ibid. p: 220.

9

Made with FlippingBook Online newsletter