الجهاديون المغاربة

والبديــل الحضاري وتــم التهديد بحل بعضها حزب العدالــة والتنمية. كما تم اتهام عن تلك الأحداث، ” المسؤولية المعنوية ” جمعيات وأحزاب ذات مرجعية إســ مية بـ واتهامها بتوفير غطاء أيديولوجي للعنف السياســي، من خلال الدعوة أو التســامح مع الدولة والمجتمع، والتي وفرت في رأي الدولة مناخًا مناســبًا للقيام ” تكفير “ دعوات بمثل هذه الأفعال المشينة. إن تفجيرات الدار البيضاء كانت بمنزلة صدمة لكل من الدولة والمجتمع المغربي. ولقد أدى ارتفاع منسوب التشدد الديني في صفوف السلفيين إلى تشدد مقابل من جهة الدولة، قد يتناسب أو يتجاوز حجم الظاهرة؛ إذ وضعت صدمة التفجيرات النتحارية الدولة أمام حالة مستجدة لم تتعود عليها من قبل، وأدت إلى ردود فعل قوية استجابة للتحديات الأمنية والسياسية التي بات تفرضها الجماعات المتطرفة على أمن الوطن. الستراتيجية الدينية كأداة لمحاصرة التطرف بالإضافــة إلى اعتماد المقاربة الأمنية، قامت الســلطات المغربية بإعادة صياغة اســتراتيجيتها الدينيــة لمواجهــة التحديــات المفترضة التي بات يفرضها ما يســمى والعمل على تجفيف منابــع التطرف وتضييق الخناق على " التهديــدات الإرهابيــة " بـ المحاضن التي تشــكّل بيئة مواتية للتطرف. وقد اعتمدت سياســة الدولة على مقاربة متعددة المستويات على الأصعدة القتصادية والسياسية والأمنية. لم تنتبه الدولة إلى التحولت العميقة التي عاشها المجتمع المغربي في علاقته بالدار البيضاء، حيث أَشّرت هذه 2003 مايو/أيار 16 بالتدين، إل بعد وقوع أحداث الأحــداث إلــى تغير عميق في علاقة كل من المجتمع والدولة بالمجال الديني، وكان أبــرز هذه التحولت ظهــور فاعلين دينيين جدد أصبحوا نشــطين في التأطير الديني خارج الأطر الجتماعية التقليدية مثل الأسرة أو مسجد الحي، وأصبح لهؤلء الفاعلين مرجعيات عابرة للحدود. أعادت الدولة صياغة سياستها الدينية عبر توسيع دائرة نفوذها في هذا المجال، Non - state actors وتضييق مجال تدخل المنافســين من الفاعلين غير المؤسساتيين في التأطير والتعبئة الدينية. وقد تجســدت السياســة الدينية الجديدة للدولة في تبني ، 2004 ، سنة " مشروع إعادة هيكلة الحقل الديني " مشــروع تأطيري واسع أُطلق عليه بهدف مأسســة هذا المجال وضمه لمجال نفوذ الدولة وســيطرتها وكذلك الدفع نحو

111

Made with FlippingBook Online newsletter