الجهاديون المغاربة

والفكرية. إن تكريس احتكار إنتاج الخطاب الديني من طرف الدولة يتم عبر أداتين: أولً: الفتوى باعتبارها أهم أداة في الصراع داخل الحقل الديني وانعكاساته السياسية، ثانيًا: الخطاب المسجدي، حيث تعمل الوزارة الوصية على مراقبة المساجد وضبطها بتعاون مع وزارة الداخلية عن طريق السلطات المحلية. مســار المركزة والضبط هذا تم عبر مســار مؤسساتي تمثل في توحيد الخطاب الدينــي في مضمونه وفي توحيد إصدار الفتوى. والهدف من عملية التوحيد تلك هو ضبــط مصــادر إنتاج المعرفة الدينية والتأطير الديني، عبر تأميم المســاجد وفضاءات ودور العبادة والتعليم الديني، وهو اختيار يسعى إلى توسيع حدود تدخل المؤسسات الرسمية والحد من نفوذ الفاعلين غير المؤسساتيين في المجال الديني. وسيتم تنزيل هذا المشروع الجديد على المستوى الواقعي من خلال عمل تشريعي تدعمه بيروقراطية إدارية وموارد بشرية ومالية وُضعت تحت تصرفه.

113

Made with FlippingBook Online newsletter