الجهاديون المغاربة

والمناخ السياســي الذي ســاد البلد بعد تلك الأحداث؛ فقد أحس أعضاء المجموعة بالتضييق الأمني والخوف من العتقال بسبب الأفكار الجهادية التي يؤمنون بها. إن وجود عناصر جاذبة الجهاد العراقي وعناصر طاردة الضغط الأمني ســتجعل من مسألة الهجرة مسألة ملحّة لعدد من الشباب الجهادي بالمغرب. فقد دفع الخوف من التوسع في العتقال الكثير منهم إلى تعجيل الخروج من البلد. رغم أن العراق كان هو الوجهة الأولى للجهاديين المغاربة، إل أن بعض التعقيدات اللوجيســتيكية -عدم توفرهم على جوازات ســفر- حالت دون توجه أعضاء الخلية نحو العراق، كما أنهم لم يتمكنوا من الحصول على جوازات سفر مزورة لأنهم كانوا يشكّلون خلية معزولة ذات إمكانات مالية محدودة. فهي مجموعة صغيرة ومعزولة من الشــباب المتحمس للفكــرة الجهادية العالميــة بدون أن تكون لها علاقات تنظيمية معروفة مع التنظيمات العابرة للحدود. إن هــذا النوع من الخلايا الرخوة كان يتكون عادة من الجهاديين الهواة، ويتميز بمجموعة من الخصائص: أولً: تكون هذه الخلايا في الغالب مكونة من أشــخاص تربطهم علاقات أولية مثل علاقات القرابة والجيرة أو الصداقة. فقد كانت كل عناصر الخليــة تعرف بعضها البعض وكانــوا يقطنون تقريبًا في نفس الحي أو المدينة وكانوا أيضًا تربطهم علاقات عمل كان م.ح مســاعد خياط ويشــتغل عند خياط جهادي أو علاقــات صداقــة. ثانيًا: غياب الحترافية، بحيث يكون الطابع الندفاعي هو المهيمن على سلوك أعضاء المجموعة، ومن هنا ل يتم النتباه إلى عدد من الحترازات الأمنية. ثالثًــا: ولهذا، فنتيجة لطابع الهواية تكون مثل هذه المجموعات ســهلة الختراق من الناحية الأمنية، على عكس المجموعات الجهادية المحترفة التي تتميز بحس أمني عال. إذن، فنتيجة لعدم امتلاك جوازات الســفر وعــدم القدرة على ربط علاقات مع شبكات التسفير العابرة للحدود فقد كان أعضاء الخلية مضطرين إلى البحث عن بدائل للسفر نحو الخارج اعتمادًا على الإمكانات الذاتية. ومن هنا برزت الجزائر كخيار ثان يعوض العراق؛ فالجزائر بلد يشترك مع المغرب في الحدود الشرقية، وهناك شبكات تهريب نشطة على الحدود. وهذا البلد قبل ذلك يضم تيارًا جهاديّا نشيطًا في مواجهة الحكومة منذ بداية التسعينات، وبالتالي، فقد كان هذا هو الخيار الوحيد المتبقي للخلية .) 2019 فبراير/ شباط 4 (تاريخ الدخول:

120

Made with FlippingBook Online newsletter