الجهاديون المغاربة

كان محددًا وهو ما اضطرهم للرجوع للمغرب، وتســلّم بطائقهم الوطنية مرة أخرى. . ((( رجعت المجموعة إلى مباشرة أعمالها بشكل عادي لكيلا تثير انتباه السلطات مع تلقي 2005 بقي الوضع على هذا الحال لمدة سنتين إلى غاية منتصف سنة أحد أعضاء الخلية رســالة إلكترونية من شــخص يقول فيها إنه أخو أبي محمد ذلك الجهادي الذي كان على تواصل معهم قبل ســنتين، وإنه يمكنه مســاعدتهم للولوج إلــى المجموعة مرة أخرى. إل أن تلك الرســالة كانت عبــارة عن فخ نصبته أجهزة المخابرات الجزائرية، حســب تصريحــات أحد أعضاء الخلية، من أجل الإيقاع بهم. فقــد كان أبــو محمد معتقً في تلك الفترة وتمكنت أجهزة المخابرات الجزائرية من اختراق بريده الإلكتروني وتواصلت مع معارفه الســابقين بهدف الإيقاع بها. في كل الأحوال لم ينتبه أعضاء الخلية لهذا الشّــرَك، وبدأت التحضيرات للســفر مرة أخرى، وسلكت المجموعة نفس المسار بنفس الطريقة وبنفس المبررات التي كانوا يحيطون بها أســباب ســفرهم المعلنة، أي الرغبة في العمل في الجزائر أو الهجرة نحو إيطاليا. وتم اعتقال الخلية بعد إدخالها إلى مقر للمخابرات العســكرية في وســط البلد، وبعد أيام من التحقيق تم تســليمهم للســلطات المغربية التي حكمت عليهم بعشر سنوات . ومع ذلك، ظلت 2015 نافذة قضوها كاملة قبل أن يتم الفراج عنهم في نهاية صيف الحالت المتوجهة نحو الجزائر محدودة. فميدان المعركة في هذا البلد لم يكن جاذبًا مثلما هي عليه الحال في العراق التي أغرت الجهاديين المغاربة أكثر فأكثر. ثانيًا: غزو العراق وجيل الزرقاوي ، تكوّن شــبه إجماع بيــن الباحثين 2003 منــذ الغــزو الأميركي للعراق، ســنة والمتخصصيــن فــي قضايا الإرهاب على أن تنظيم القاعــدة انتعش أكثر وطوّر مناعة مكّنته من إيجاد أرضية خصبة للنشــاط والأكثر من ذلك ســهّل من عملية الستقطاب . فقد أصبح العراق الملاذ الآمن الذي ((( من طرف الجماعات الإســ مية المســلحة اســتقطب جيً جديدًا من الجهاديين الذين بإمكانهم الحصول على تدريب عســكري المرجع السابق. ((( (2) Richard Norton-Taylor, “Iraq War Has Swollen Ranks of al-Qaida,” Guardian, October 16, 2003.

122

Made with FlippingBook Online newsletter