الجهاديون المغاربة

. ((( ، وصعود أبو أحمد المهاجر بدلً منه أميرًا للجماعة 2006 سنة وحســب الباحثيْن، محمد أبو رمان وحســن هنية، فقد أسهمت أربعة عوامل في تشــكيل بيئة مناسبة لنشاط تنظيم القاعدة في العراق استثمرها الزرقاوي لتعزيز نشاطه العسكري ضد قوات التحالف والمجموعات المتحالفة معها. وهذه العوامل هي: أولً: تفكيك الجيش العراقي وتســريح أعضائه، وتفكيك الأجهزة الأمنية والعسكرية التابعة للنظام البعثي، تنفيذًا لخطة الحاكم العســكري، بول بريمر، وقد نتج عن ذلك تحول العديد منهم نحو المقاومة المسلحة ضد الحتلال الأميركي، وقد استقطب الزرقاوي العديد منهم لتنظيمه. ثانيًا: تشــكل مزاج شــعبي ضمن المجتمع السّــنّي العراقي ضد العملية السياســية التي اقترحها الأميركيون، والإحســاس بالتهميش وفقدان المكاسب التي تمت مراكمتها خلال الفترات السابقة، بالإضافة إلى تشجيع الأميركيين لسياسات طائفية دفعت لتعزيز الحس الطائفي لدى الطرفين، السني والشيعي. ثالثًا: تدفق المئات مــن المقاتليــن والمتطوعين العرب لمواجهة الحتلال العراقي، الذين ســهّل كل من النظام العراقي الســابق والنظام الســوري انتقالهم لمواجهة الغزو، وقد انضم أغلبهم إلى تنظيم الزرقاوي. رابعًا: الدعاية الأيديولوجية الصارمة التي انتهجها الزرقاوي والتي جعلتــه بؤرة جذب للمئات من هؤلء المقاتلين العرب. وقد ارتكزت دعاية مجموعة الزرقاوي على اســتدعاء الصراع التاريخي بين الســنة والشــيعة، وأسهمت التطورات . ((( الميدانية بتعجيل المواجهة بين الطرفين لقــد لعبت الدعايــة الأيديولوجية للقاعدة دورًا أساســيّا في جذب المئات من المقاتلين المتطوعين من ربوع العالم الإســ مي لمواجهة الحتلال الأميركي، ولكن تأجيج الصراع الطائفي بين الســنة والشــيعة يعتبر أيضًا من الدوافع التي أسهمت في جذب الكثير من الشباب للتوجه نحو الجبهة العراقية. ومن ثمة فإن فهمًا أعمق للمسألة يستدعي الوقوف عند الصراع من الناحية الأيديولوجية وانعكاسات الحرب في العراق على التيار الجهادي بالمغرب. في الحقيقة لم يكن الســتقطاب الطائفي بين الســنة والشيعة وليد الغزو الأميركي للعراق، ولكنه وجد ظروفًا مثالية للانفجار والتمظهر في شكل عنيف. فجذور المشكل ترجع إلى قرون من العداوة، وقد تعززت خلال العقود محمد أبو رمّان، وحسن أبو هنيّة، السلفية الجهادية في الأردن بعد مقتل الزرقاوي، )عمان، مؤسسة ((( . 33 - 32 (،ص: 2009 فريدريش آيبرت، . 31 المرجع السابق،ص: (((

125

Made with FlippingBook Online newsletter