الجهاديون المغاربة

. ((( خيارًا استراتيجيّا في نزاع سياسي، ولكنه بالأحرى قرار يقوم على قناعات دينية لم تنتج الحرب في العراق عن أســباب دينية، ولكن الدين لعب دورًا مهمّا في أن اندلع Guido Steinberg التعبئــة الأيديولوجية آنــذاك، ويعتبر غيدو شــتاينبرج العنف الطائفي في العراق بين الســنة والشــيعة تمليه ثلاثة أسباب: أولً: اعتقاد جزء من الجماعات الســنية الراديكالية بكون الشــيعة هم جزء من التهديد الخارجي الذي تمثلــه قــوة أجنبية. ثانيًا: وهو أن هذه الجماعــات الراديكالية تحتاج إلى قادة قادرين وقساة بالإضافة إلى الفرصة لبناء بنية تحتية لتصير قوة يحسب لها ألف حساب. العامل الثالث: لكي تندلع النزاعات الكبيرة، على المقاتلين الشــيعة أن يردوا بالنتقام. وقد . فقد اعتقد الكثير 2003 تحققت كل هذه الشروط في العراق بعد الغزو الأميركي سنة من السنة أن الإسلام في خطر، لأن الوليات المتحدة غزت العاصمة القديمة للخلافة. ومع صعود الشــيعة للسلطة وتســلمهم زمام الأمور بالإضافة إلى علاقاتهم مع إيران أدى ذلك إلى احساس بالتهميش من طرف الطائفة السنية، وحفز عددًا من الناشطين . ((( الجهاديين على استهداف الشيعة ثالثًا: مغاربة العراق لقد أدى الغزو الأميركي للعراق بالعديد من الشباب المتحمس لتلبية دعوة تنظيم القاعدة للالتحاق بساحات القتال في العراق. وقد بدأ تدفق المتطوعين المغاربة نحو ، عبر التحاق مجموعــات من المتطوعين 2003 العــراق فــي مرحلة مبكرة من ســنة بالمقاومة العراقية المســلحة ضد الغزو الأميركي. ورغم أنه من الصعب معرفة عدد على وجه 2010 و 2003 المغاربــة المتطوعيــن للقتال في العراق خلال الفترة بيــن التحديد لغياب معطيات رســمية حول الموضــوع، إل أنه من المؤكد أن المئات من المغاربة كانت لديهم رغبة للالتحاق بالمجموعات الجهادية في العراق آنذاك كما أن العشرات منهم التحقوا فع ً. تشير بعض المؤشرات المتوفرة إلى أن المئات من الشباب سافروا فعً أو كانت ، " السلفية الجهادية والشيعة: ملاحظات حول الجذور الفكرية المناهضة للتشيع " غيدو شتاينبيرج، ((( ضمن كتاب: رول ميير (محرر)، السلفية العالمية: الحركات السلفية المعاصرة في عالم متغير، ( . 161 )،ص: 2014 الشبكة العربية للأبحاث والنشر، الطبعة الأولى بيروت . 158 المرجع السابق،ص: (((

127

Made with FlippingBook Online newsletter