الجهاديون المغاربة

وأنها لم تكن في يوم ما مســؤولة في تنســيقية الحقيقة، بل كانت تعمل فيها تحت . ((( إشراف حسناء مساعد بالإضافة إلى ذلك، أدت تطورات الثورة الســورية إلى ســفر العديد من أعضاء اللجنة المشتركة إلى سوريا وانضمامهم إلى الفصائل المقاتلة هناك، وكان لسفر الناطق الرسمي السابق للجنة المشتركة، أنس الحلوي، إلى سوريا دور بارز في تراجع إشعاع اللجنة المشتركة ودفعت العديد من شركائهم داخل المجتمع المدني إلى التبرؤ منهم. رابعًا: العلاقة المتذبذبة مع السلطات تميزت علاقة الســلطات الأمنية مع اللجنة المشــتركة بمراحل متقلبة حســب الظرفية، فكانت العلاقة تســتقر في نوع من التســامح وتتوتر في فترات أخرى. بشكل عام، كانت الدولة تتســامح مع أنشــطة اللجنة المشتركة وسمحت لها بتنظيم وقفاتها الحتجاجيــة من دون أن تتعــرض لها بالقمع، بالرغم من تعرض فئات أخرى للقمع والتضييق، مثل مجموعات المعطّلين التي كانت تتعرض وقفاتهم أمام البرلمان للقمع. يفسر بعض أعضاء اللجنة هذا الأمر من خلال ربطه بالصراع الموجود داخل الأجهزة الأمنية حول الطريقة التي ينبغي لها أن تتعامل مع السلفيين، بحيث يعتبر أحد أعضاء هناك جناحين في الأجهزة الأمنية، يمكن تسميتهما " اللجنة التنفيذية لِلّجنة المشتركة أن بجناح الصقور وجناح الحمائم، يؤمن الصقور بالقبضة الحديدية وقمعنا، أما الحمائم فيرغبــون فــي إعطائنا فرصة للتعبير عن آرائنا رغم اختلافهم معنا، وهذا التخبط الذي . ((( " نراه هو بسبب الصراع بينهما، فعندما ينتصر الصقور يتم قمعنا، والعكس صحيح هناك تفســير إضافي يمكن اقتراحه ويتعلق برغبة الســلطات في تحقيق وظيفتين من خلال السماح للجنة المشتركة بالحتجاج بشكل سلمي؛ يتجلى الأول في الوظيفة التنفيســية، بحيث يؤدي الســماح للجهاديين بالتعبير عن آرائهم وتظلماتهم أمام الرأي العــام إلــى تخفيف الضغط عليهم ويعطيهم فرصــة لتفريغ غضبهم من دون أن يعني ذلك تحقيقًا لمطالبهم. والثاني وظيفة رصدية؛ إذ يساعد السماح للمعتقلين الجهاديين الســابقين بتنظيم أنشطة إشعاعية وتأطيرية بتسهيل عمل السلطات على رصد الأعضاء مراسلة الباحث عبر البريد الإلكتروني مع المسؤول الإعلامي للجنة المشتركة للدفاع عن المعتقلين ((( . 2014 أبريل/نيسان 8 الإسلاميين، . 2013 أغسطس/آب 10 مقابلة خاصة أجراها المؤلف مع أ. ح. مدينة فاس، (((

154

Made with FlippingBook Online newsletter