الفصل السابع الجيل الجديد من المقاتلين المغاربة في سوريا
خــ ل الفتــرة الأولى لندلع الثورات العربية كان الطابع المميز لها هو الكفاح السلمي من أجل التغيير، إل أن تحولها في اتجاه العمل المسلح في ليبيا وسوريا أدى إلى تغيير الطبيعة السلمية للحراك الشعبي. لم يكن هذا التحول بدون ثمن، فالثورات، كمــا تســتنتج حنّة أرندت، كان لبد لها أن تكــون عنيفة ودموية إلى حين إقامة نظام . ((( جديد ومن النتائج غير المتوقعة لهذا التحول الجذري في مســار الحراك الشــعبي في العالــم العربــي بروز موجة جديدة من الجهادية العالمية التي وجدت صدى اجتماعيّا في صفوف الشباب المهمّش والمحبط. فقد وفّرت تداعيات الثورة السورية بنية فرص للأيديولوجيا الجهادية لتجد انتشارًا في أوساط هؤلء الشباب، وتطابقت رؤاهم للعالم مــع أهــداف التنظيمات الجهاديــة، إل أنه يبدو أن الجيل الجديــد يميل أكثر للعنف المفرط، ممزوج بالنشــاط النشــاط الجتماعي والدعوي، مع حماســة جديدة تجاه الصراعات العنيفة في كافة أنحاء العالم، ولســيما محاربة نظام الأســد في سوريا في الوقت الراهن. وغالبًا ما يمجّد الشباب السلفيون الجهاديون هؤلء الذين يقاتلون في . ((( إطار الجهاد السوري، فضً عن أسلافهم في أفغانستان والعراق وغيرها من البلدان وقد أثار موضوع الســفر إلى ســوريا للقتال ضد نظام الأسد نقاشًا في صفوف الســلفيين بالمغــرب وتباينت وجهات النظر حوله بشــكل بارز بيــن اتجاه يدعو إلى في " دفع الصائل " وجوب الجهاد في سوريا باعتباره يدخل في باب جهاد المساندة و حين يعارض أغلب شيوخ التيار السلفي السفر، ويدعون إلى الدعم والنصرة بأشكال ،) 2008 (بيروت، المنظمة العربية للترجمة، 1 أرندت، حنّة، في الثورة، ترجمة عطا عبد الوهاب، ط. ((( . 29 ص: ، مركز الدراسات الستراتيجية " الجيل التالي من السلفية الجهادية " حايم ملكا، وويليام لورنس، ((( . 2013 والدولية،
159
Made with FlippingBook Online newsletter