الجهاديون المغاربة

أولً: أساليب التجنيد والتأطير وعلى غرار الجهاد العراقي، اعتمدت عملية الستقطاب إلى الساحة السورية على العلاقات الشــخصية بشــكل كبير؛ فأغلب الذين سافروا إلى سوريا تم استقطابهم من طرف أشخاص تربطهم بهم علاقة اجتماعية معينة؛ إما علاقات صداقة أو علاقة عمل أو جوار وغيرها. فالمعرفة الشخصية المسبقة بين المتشددين وبين الزبائن المحتملين تخلق وضعية ثقة مما يسهّل عملية التجنيد. يحصل الختلاف على مستوى الأدوات والطرق المستعلمة للاستقطاب. الستقطاب بشــكل عام، يمكن التمييز بين طريقتين للاســتقطاب: أولً: عن طريق المقابلة المباشــرة وجهًا لوجه بين الطرفين في العالم الحقيقي، وتعتمد أساسًــا على شبكات العلاقات المســبقة المنسوجة بين الراغبين باللتحاق وبين شبكات التسفير. ثانيًا: عن طريق الســتقطاب عن بُعد، عبر الإنترنت. بحيــث أصبح الإنترنت ومواقع التواصل الجتماعــي تلعــب دورًا أساســيّا في اســتراتيجية التنظيمات الجهادية لســتقطاب . ((( الجهاديين اختمرت فكرة السفر إلى سوريا في البداية عبر لقاءات غير رسمية بين أبناء الحي الواحد أو زملاء في العمل، وغالبًا ما يكون هؤلء ضمن فئة الشــباب أولئك الذين يمتلكون حماسًا دينيّا وفي الوقت نفسه غاضبون على الأوضاع في بلدهم ومحبطون من عدم قدرة أية جهة على التدخل لإنقاذ الشعب السوري. تشــير دراسة أنجزها المرصد الشمالي لحقوق الإنسان حول المغاربة المقاتلين في 60 في ســوريا والمنحدرين من مناطق الشــمال الغربي بالمغرب إلى أنه حوالي المئــة من المبحوثين تم اســتقطابهم عن طريق مواقــع التواصل الجتماعي في حين . بالنســبة لشــبكات التواصل الجتماعي، ((( الباقي تم عن طريقة المقابلة وجهًا لوجه فقد أضحت إحدى الأدوات الفعالة للاســتقطاب للجهاد في سوريا؛ حيث يضع عدد (1) Jytte Klausen, “Tweeting the Jihad: Social Media Networks of Western Foreign Fighters in Syria and Iraq”, Studies in Conflict & Terrorism, 2015, Vol 38:1, p: 1-22. (2) " Enquête: pourquoi les Marocains partent faire le jihad en Syrie ", TelQuel, 26 novembre 2014, (accessed 15 February 2019) (http://telquel.ma/2014/11/26/enquete-les-jihadistes- marocains-en-quete-gloire-en-irak-en-syrie_1424117

163

Made with FlippingBook Online newsletter