الجهاديون المغاربة

الســوري. ويضيف المحامي المكلّف بملف هذا الشــاب، أن موكله لم يكن مدركًا لطبيعة الصراع هناك ولم يكن يمتلك معلومات كافية عن المجموعات المسلحة هناك، وإنما كان مدفوعًا بعواطف دفعته للتفكير في السفر لسوريا. وقد كان م.ك. سافر ضمن مجموعة صغيرة من أبناء حيّه عن طريق شبكة تهجير للمقاتلين تنشط في مدن شمال المغرب ويرأســها مواطن تركي الجنسية، وبعد الوصول إلى الحدود التركية-السورية تم تقسيمهم وإرسالهم لمجموعات مختلفة فتم إرساله هو إلى تنظيم داعش، في حين أُرســل صديقه إلى جبهة النصرة وشــخص آخر إلى تنظيم أحرار الشام. وقد أخبرني المحامــي أن موكلــه أحسّ بأنه قد تم النصب عليهــم في تلك اللحظة ومن ثمة قرر . ((( الرجوع بعد شهر قضاه هناك في سوريا التأطير والتعبئة الأيديولوجية تجدر الإشــارة إلى أن الملتحقين بجبهات القتال في ســوريا ليســوا كلهم من أصحاب الســوابق ضمن تيار الســلفية الجهادية كما أن أغلبهم لم يكونوا من معتقلي قانون الإرهاب بالمغرب. فأغلب الملتحقين بالجهاد في سوريا ليسوا جهاديين بالمعنى في المئة من الأشخاص الذين ل يمتلكون 88 الحرفي للكلمة، وهي نسبة تناهز حوالي . وكما سبقت ((( ســوابق قضائية ولم يســبق وأن تم اعتقالهم بسبب أفكارهم الجهادية الإشارة إليه، فإن العنصر الحاسم في اللتحاق بسوريا ليس هو القتناع بالأيديولوجية الجهادية وإنما مرتبط بالبعد التضامني مع الشعب السوري. إن التحول نحو الجهادية يحصــل لحقًا داخل معســكرات التدريب مع عملية التلقيــن المنظمة للأيديولوجيا الجهادية. في معســكرات التدريب تقع صيرورتان متوازيتان، الأولى: تخص عملية التعبئة الأيديولوجية، وهي صيرورة تعليمية ومعرفية تهدف إلى ترسيخ الأيديولوجية الجهادية في وجدان وعقول الملتحقين بالمعســكرات تهم بالدرجة الأولى تحويلهم من مرتبة التعاطــف إلــى مرتبة الولء الأيديولوجي. يخضــع الملتحقون إلى دروس مكثفة في . 2013 مقابلة خاصة أجراها المؤلف مع ع. ش. مدينة سلا، أغسطس/آب ((( (2) " Des jihadistes Marocains en syrie veulent rentrer au pays ", h24info, 23 Mai 2014. (Accessed 15 February 2019) https://www.h24info.ma/actu/des-jihadistes-marocains- en-syrie-veulent-rentrer-au-pays/

165

Made with FlippingBook Online newsletter