الجهاديون المغاربة

وخصوصًــا القايد والشــيخ والمخازنية، وغالبًا ما تكون العلاقــة متوترة بين الطرفين بســبب غياب إطار قانوني ومؤسســاتي يضبط العلاقة بين الطرفين، وبســبب القمع المتقطع لهذه الأنشــطة يكون المشــتغل في هذا النوع من الأنشــطة في حالة مستمرة من عدم الستقرار وفي علاقة متوترة مع أجهزة الدولة التي يحس بأنها تقمعه وتحد من نشاطه القتصادي ول تقدم له شيئًا بالمقابل. ومن ثمة، فليس مفاجئًا أن يكون محمد البوعزيزي، مفجّر الثورة التونســية، من الأشــخاص الذين يشــتغلون في هذا النوع من الأنشطة القتصادية، كما أنه ليس من المفاجئ أن ســبب إحراقه لجســده يرجع إلى توتر وقع بينه وبين جهاز الشــرطة بعد . ((( مصادرة سلعه بشكل تعسفي هناك عنصر آخر مرتبط بالعناصر الســابقة، هو قرب مناطق الشــمال من أوروبا، فوجود مدينتي سبتة ومليلية بالقرب من تطوان والفنيدق وطنجة يمثل فرصة للتأطير. فغالبًا ما يكون هؤلء الجهاديون في تواصل مســتمر مع المهربين النشــطين في هاتين ألف نسمة في مدينة سبتة ونفس العدد في مليلية، كلتاهما 80 المدينتين. يقطن حوالي تضمان جالية مســلمة مهمة تكاد تصل إلى النصف تقريبًا، ولكنها مهمشــة مقارنة مع الســاكنة المسيحية، وهو ما خلق حالة من الإحساس بالغتراب والإقصاء الجتماعي جعلهما ملاذًا آمنًا لكل الأنشطة غير الشرعية مثل تجارة المخدرات والممنوعات والتي ، وهذا ((( قاومت محاولت أجهزة الشرطة الإسبانية التحكم في هذا النوع من التجارة يمثل نموذج عبد العزيز المحدالي (الملقب بأبو أسامة المغربي) نموذجًا مثاليّا في هذا الصدد؛ فقد ((( في مدينة الفنيدق، وبالضبط بحي راس لوطا، وكان يشتغل بائعًا متجولً في نفس 1986 وُلِد سنة المدينة، وكان دائم الصراع مع السلطات المحلية والشرطة بسبب نشاطه القتصادي الذي تنظر له فبراير/شباط وأيضًا في اللجنة المشتركة 20 السلطات بأنه غير قانوني، كما أنه كان نشيطًا في حركة للدفاع عن المعتقلين الإسلاميين، ولكنه أُحبط كغيره من الشباب من مسار العملية السياسية في البلد بحيث لم تكن ترقى في نظره إلى المطلوب. وهكذا، نتيجة عوامل التهميشوالهشاشة والإحباط، قرر المحدالي السفر إلىسوريا، وانضم إلىجبهة النصرة ثم تنظيم الدولة الإسلامية. وقد نجح المحدالي في استقطاب العديد من أبناء مدينته نحو سوريا وكان أيضًا نموذجًا ورمزًا للعديد من أبناء مدينته بسبب الشهرة التي راكمها أثناء وجوده في سوريا والتي لم يكن ممكنًا له الحصول عليها لو بقي في بلده الأصلي. وقد وصلتشهرة أبو أسامة المغربي لدرجة أن أبو عمر الشيشاني، الرجل الثالث في تنظيم الدولة الإسلامية، ألقى كلمة رثاء في حقه. انظر هذا الشريط على موقع اليوتيوب، (تاريخ الدخول: .) https :// www . youtube . com / watch ? v = igj1XDYZv9Q ( :) 2018 يناير/كانون الثاني 10 (2) José María Irujo, "The jihadist fighters sent from Ceuta", El Pais, 27 June 2012. (Accessed

173

Made with FlippingBook Online newsletter