الجهاديون المغاربة

تنظيم داعش ، أصبح تنظيم الدولة الإســ مية داعش الوعاء الأساســي 2014 منــذ منتصف للمقاتلين المغاربة في ســوريا. وهذا راجع -كما ســبقت الإشارة- إلى ضعف حركة شام الإسلام بعد وفاة زعيمها، إبراهيم بن شقرون، وأيضًا النقسام الذي وقع بين جبهة النصرة وتنظيم الدولة. فقد انشق قسم كبير من المغاربة الذين كانوا ضمن جبهة النصرة وانضموا إلى داعش في خضم الجدل المحتدم بين فصائل المعارضة حول مشروعية قيادة العمل العسكري في سوريا. وقد تلقى تنظيم داعش دفعة جديدة مع إعلانه تأسيس ، بالإضافة إلى انطلاق حملات قوات التحالف 2014 دولة الخلافة، في يونيو/حزيران التي تقودها الوليات المتحدة ضده في سبتمبر/أيلول من ذلك العام. ونتيجة لذلك، انشق العديد من المقاتلين المغاربة عن جبهة النصرة وحركة شام الإسلام وجماعات أخــرى وانضموا لداعش. وهناك اتجاه متزايد في أوســاط الجهاديين المغربة لمبايعة زعيمه، البغدادي، بمن في ذلك الجهاديون السلفيون في السجون بالمغرب. لماذا يلتحق المغاربة بداعش؟ هناك ثلاثة أســباب تفســر هذا الدعم، أولً: الأيديولوجيــة المتطرفة والجذابة العابــرة للحدود لداعش، عكس جبهة النصرة التي تحولت إلى تنظيم ســوري يقاتل في إطار الحدود الجغرافية-القومية ويستعمل أساليب واقعية وبراغماتية، بما في ذلك تحالفات مع المنظمات من خارج المدرسة الجهادية. ثانيًا، يوفر داعش رواتب حوالي دولر في الشــهر وغيرها من الحوافز، مثل المنازل والســيارات، ويرتب الزواج 400 للراغبين، وأحيانًا عن طريق ســبي النســاء، وكلها عناصر تســاعد على فهم انجذاب الشــباب للانضمام إلى صفوفها. وهكذا، فقد أصبح للكثير من الشــباب اليائس الذي في ســوريا " الفردوس الأرضي " كان يحلم بالهجرة إلى أوروبا، فرصة للوصول إلى التي أصبحت توفر فرصًا مهمة للمحرومين. وأخيرًا، فإن الإنجازات العسكرية لداعش على مدينة الموصل ومســاحات واسعة من 2014 -ولســيما الســتيلاء في صيف الأراضــي فــي العراق- أغرى الكثير من المقاتلين المغاربة فضً عن مقاتلين أجانب آخرين للانضمام إلى المجموعة بشكل واسع. ومــع ذلك، فــإن معظم المغاربة المقاتلين مع داعش هــم من صنف المقاتلين المقاتل ضمن العدو " انغماس " المشاة ويشتغلون إما كانتحاريين أو كانغماسيين، أي

179

Made with FlippingBook Online newsletter