الجهاديون المغاربة

والدول الغربية التي لم تتدخل لإنقاذ الشعب السوري من عمليات القتل المنهجية التي يمارسها النظام السوري ضد شعبه. ويخضع لما يمكن تسميته بامتحان النتقاء، أبرز العناصر المســتعدة للتضحية في ســبيل القضية. إذا ظهر أن المترشح لديه رغبة عالية في التضحية فإنه ينتقل للمرحلة الثالثة وهي عملية إعداد الجهادي المحتمل للانتقال للقتال في ســوريا. فبعد عملية القتناع بأهمية الســفر لســوريا يبدأ البحث عن شبكة لتســهيل انتقالهم هناك. في هذه المرحلة يكون المرشــح إما على تواصل مستمر مع أحد الجهاديين هناك في سوريا أو مع شبكة تسفير موجودة في عين المكان. خامسًا: سياسات الدولة اتسم سلوك الدولة بالمغرب إزاء ملف المقاتلين في سوريا بنوع من الزدواجية؛ ففــي مرحلــة تم غض الطرف عنهم عند خروجهم من المغرب، في حين تم تشــديد المراقبة على العائدين حيث يتم إيداعهم السجن مباشرة بعد ولوجهم أرضية المطار، لهذا يرفض العديد منهم الرجوع خشية العتقال. ومنذ صعود داعش، بدأت السلطات المغربية تشعر بقلق متزايد من عودة المقاتلين المغاربة الموجودين في سوريا؛ مما أدى بها إلى تغيير استراتيجيتها السابقة التي كانت متسامحة مع سفر هؤلء لسوريا. وبدأت في سلوك تدابير وقائية شملت تعديل الإطار وتضمينه أحكامًا تعاقب المغاربة 2003 القانوني لسيما قانون مكافحة الإرهاب للعام المشاركين في جبهات القتال خارج البلد. بالإضافة إلى ذلك، عملت السلطات على تشــديد الرقابة على المواقع الستراتيجية مثل المطارات وعلى طول الحدود الشرقية والجنوبية الشرقية مع الجزائر وموريتانيا. المقاربة الأمنية مع داعش " عدم التســامح " نهجت الســلطات المغربيــة على نحو متزايد نهج والمقاتليــن المغاربة في ســوريا؛ فقد انضمت القوات المســلحة الملكية إلى قوات التحالف التي تقودها الوليات المتحدة ضد داعش في العراق وســوريا في ســبتمبر/ . وكانت الأجهزة الأمنية مصدرًا لمعلومات استخبارية قيمة عن الشبكات 2014 أيلول الجهادية العابرة للحدود الوطنية لعدة دول غربية، وخصوصًا إسبانيا وفيما بعد فرنسا. وقد اعترفت كل منهما بالجهود المغربية في مجال التعاون لمكافحة الرهاب.

186

Made with FlippingBook Online newsletter