الجهاديون المغاربة

الربيع " مع عسكرة 2011 ستحصل النقلة النوعية الثالثة للجهادية ابتداء من سنة وما ارتبط به من عنف الثورة السورية والليبية، حيث أدت هذه الأحداث إلى " العربي ولدة الجيل الثالث من الجهادية العالمية والتي شكلت الساحة السورية بؤرة الجذب الرئيســة له. وقد حاولنا تســليط الضوء على مختلف الجوانب التي ترتبط بموضوع المقاتلين المغاربة في ســوريا والعراق، ســواء من خلال عرض أدوات الســتقطاب والدوافع والأســباب التي تفسر تنامي الظاهرة، ثم أيضًا تحليل ووصف المجموعات المســلحة التــي كان المغاربة أعضاء فيها، ثم أخيرًا مقاربة الدولة لمســألة المقاتلين المغاربة في الخارج. لقد وسّــعت الســلفية الجهادية من رقعة اشتغالها واكتسبت مع الثورة السورية أرضًا خصبة للتعبئة والتدريب وملاذًا آمنًا لمئات المقاتلين من جنسيات مختلفة، ضمنهم مئات المغاربة. وهذا ما يدفعنا إلى الوصول إلى نتيجة أساسية أخرى، هي أن الظاهرة الجهادية فــي المغرب لم تكن بمعزل عن الديناميات الجيو-اســتراتيجية التي يعيشــها العالم العربي. فجذور الجهادية العالمية تنبع من المظالم البنيوية المتجذرة في البيئة السياسية والجتماعية منذ عقود من الزمن، وهي تتغذى من مظالم حقيقية ومتخيلة، تتكون من ضلعين: أولً: الهيمنة الغربية على العالم الإســ مي. وثانيًا: نتيجة فشــل بناء نموذج للتداول السلمي على السلطة في العالم العربي. بالرغم من أن التيار الجهادي في المغرب أثار الكثير من الهتمام الإعلامي منذ ، إل أنه يعيش حالة من النكماش نســبيّا في السنوات الأخيرة نتيجة الضربات 2003 الأمنية المتتالية وأيضًا نتيجة التحولت الفكرية التي عاشــها عدد من رموزه وأعضائه بعد تجربة السجن. فقد نجحت السلطات الأمنية في تفكيك بنيات التيار الجهادي عبر توفيق المئات من المشتبه ارتباطهم بتنظيمات جهادية، وعملت على إحباط العديد من المحاولت التخريبية. كما تثمن المملكة دورها كنموذج للاعتدال الديني وتعمل على تسويقه في الخارج، لسيما من خلال معهد محمد السادس لتكوين الأئمة والمرشدين. برغم هذه المجهودات، تبقى بعض القضايا لم تحل بعد، لسيما دور المقاتلين المغاربة الموجودين في بؤر التوتر بعد انتهاء الحرب في ســوريا، وموضوع العائدين مــن بؤر التوتر وأيضًا مســألة حالت العود، أي رجوع عدد من الجهاديين للنشــاط بعد قضائهم فترة السجن، ومدى توفر السلطات في المغرب على استراتيجية للتعامل مع الظاهرة تتفادى الوقوع في الأخطاء السابقة. صحيح أن السلطات المغربية تمتلك

192

Made with FlippingBook Online newsletter