مثل السعودية أو الجزائر. فقد بقي تفاعل المغرب مع القضية الأفغانية محدودًا وارتبط أساسًا بالتعاطف المعنوي والتعبئة الأيديولوجية أكثر منه تجنيدًا للشباب للمشاركة في أعمال القتال هناك. فقد انصبت معظم الجهود في تنظيم أنشــطة ثقافية ومحاضرات للتعريف بالقضية الأفغانية وجمع التبرعات للمساعدة الإنسانية. وعلــى غرار دول إســ مية أخرى، ســاندت التيارات الإســ مية في المغرب ، أن احتلال أفغانستان 1981 الجهاد الأفغاني؛ فقد أعلنت رابطة علماء المغرب، سنة يســتوجب على المســلمين كافة والقادة خاصة أن يقفــوا وقفة رجل واحد لإعلان " اســتنكارهم ضد الحتلال الأجنبي المســتمر والمطالبة بإمــداد المجاهدين الأفغان ، مساندتها للجهاد الأفغاني 1984 . وجددت، سنة ((( " بالدعم المادي والمعنوي اللازم المســلمين إلى مؤازرة المجاهدين قولً وعمً حتى تعلو كلمة المســلمين " ودعت ، إل أن الرابطة نفسها لم تشارك في عملية التجنيد، ((( " ويندحر جيش الغزاة وعملاؤهم وبقي عملها محصورًا في حدود الدعم المعنوي، لطابعها شبه الرسمي، زيادة على حالة الضعف التي كانت تعيشها في تلك الفترة. على المســتوى الرسمي، شجّعت الســلطات المغربية بشكل غير مباشر التعبئة للجهاد الأفغاني عن طريق الجمعية المغربية لمســاندة الجهاد الأفغاني التي أسســها عبد الكريم الخطيب الذي كان مقربًا من القصر ومهندس الإدماج السياسي للإسلاميين في المغرب. وقد أسس الجمعية في الثمانينات لتوفير الغطاء القانوني لسفر المتطوعين المغاربة لأفغانستان وتقديم الدعم اللوجستي والخدمي للجهاد الأفغاني. بالإضافة إلى ذلك، لعبت هذه الجمعية دورًا غير مباشر في التقارب بين الخطيب والإسلاميين؛ حيث تم تنظيم أنشــطة مشــتركة تضامنية مع الجهاد الأفغاني بين جمعية الدكتور الخطيب . ويتذكر أحد الجهاديين الســابقين أن ((( والتيارات الإســ مية في مدرجات الجامعات المهرجانات الخطابية التي كان يخطب فيها عدد من رموز التيار الإسلامي الذي كان حب التيارات الجهادية؛ فقد " ممثًّ في الجماعة الإســ مية هو الذي أيقظ في نفســه ، 1987 إلى المؤتمر العاشر 1960 أحمد بن شقرون، مواقف وآراء رابطة علماء المغرب من التأسيس ((( . 459 (منشورات رابطة علماء المغرب، د.ت.)ص: . 520 المرجع السابق،ص: ((( . 2016 مقابلة الكاتب مع ناشط سلفي سابق، سلا، فبراير/شباط (((
35
Made with FlippingBook Online newsletter