الجهاديون المغاربة

بين المغرب وبؤر التوتر في الشــرق الأوســط كأحد الأســباب التي تفسر نسبيّا تأخر الستجابة للتعبئة للجهاد الأفغاني. هناك أسباب أخرى، تتجلى في تأخر وصول التعبئة الشــعبية مقارنــة مع دول عربية أخرى. فخلال تلك الفتــرة لم يزر رموز تيار الجهاد ، كانت الحرب فيها قد شارفت ((( الأفغاني المغرب إل في مرحلة متأخرة من الثمانينات على النتهاء. ففــي تلك الفترة، لم تكــن تكنولوجيا التصال متطورة مثلما عليه الحال اليوم. وكانت المجلات والكتب التي أصدرها عبد الله عزام، بالإضافة إلى الأشرطة الصوتية هي القنوات الأساســية للتعبئة الأيديولوجية للجهــاد الأفغاني. وقد كان تأثيرها لفتًا بمعاييــر تلك الفترة؛ فقد نشــرت مجلة الجهاد -التــي كان يصدرها عبد الله عزام- ، وقد أشار عزام " الشهداء " مقالت رومانســية حول الكرامات التي تحصل عند مقتل فــي مقالــة واحدة على الأقل إلى كرامات مغربي قُتل أثناء القتال في أفغانســتان كان . وبعد ذلك ببضع سنوات بدأت أشرطة الفيديو ((( يدعى يوسف وينحدر من مدينة فاس . ((( المرئية تغزو الأسواق المحلية اختلفت أســاليب سفر المتطوعين المغاربة إلى أفغانستان؛ فبعضهم سلك طرقًا ، فيما تســلل البعض الآخــر عبر الجزائر وتونس ((( قانونية للســفر، مثل أحمد رفيقي المرجع السابق. ((( . 8 ،ص: " الطريق إلى كابول " بلاوعلي، ((( على الخصوص رواجًا كبيرًا في المغرب، وهو شريط من " جحيم الروس في الشيشان " ا لقى شريط ((( عدة حلقات كان يُصوّر بشكل رومانسي العمليات القتالية التي كان يقوم بها المجاهدون ضد الروس في الشيشان، انظر: :) 2018 يناير/كانون الثاني 15 ، (تاريخ الدخول: 1 جحيم الروس في الشيشان (الإصدار الرابع)- الجزء ) https :// archive . org / details / Jaheem _ Alros _ 04 يمثل أحمد رفيقي (الملقب بأبي حذيفة) أحد أبرز المغاربة الذين تطوعوا في أفغانستان ابتداء من ((( ، ليكلفه بنقل كميات من 1989 . وقد اتصل عبد الكريم الخطيب بأحمد رفيقي، سنة 1989 سنة الدواء إلى أفغانستان بحكم خبرته الطبية. فقد كان أحمد رفيقي يشتغل ممرضًا في مستشفى ابن رشد بالدار البيضاء، وكان من أوائل المغاربة الذين سافروا إلى أفغانستان، وبقي يتردد عليها خلال فترة التسعينات وتمكن خلال تلك الفترة من توثيق علاقاته مع بعض المغاربة الأفغان؛ حيث عُرف بعلاقاته مع عبد الله تبارك -المعتقل السابق بمعتقل غوانتانامو- المقرب من أسامة بن لدن والذي أصبح لحقًا حارسه الشخصي، وبعد وصوله إلى أفغانستان بشكل قانوني عبر الطائرة، قرر أحمد رفيقي تسخير خبرته في التمريض وعلاج المصابين الأفغان، ثم طلب بعد ذلك تقاعدًا نسبيّا واستقر

37

Made with FlippingBook Online newsletter