الجهاديون المغاربة

الفصل الثاني من الوهابية إلى السلفية الجهادية

من الجوانب التي تسترعي النتباه في دراسة التيارات الجهادية علاقتها بالتيارات الإسلامية الأخرى، لسيما بالسلفية الوهابية أو السلفية التقليدية. فلو نظرنا إلى مرحلة السبعينات والثمانينات، فإن التيار السلفي الوهابي لم يتعرض في المغرب للقمع مثلما تعرض له الإســ ميون الآخرون، بل تلقى أحيانًا دعمًا غير مباشــر من السلطات في الرباط. فخلال تلك الفترة لم تكن الدولة تنظر إلى هذا التوجه الإســ مي بتخوف، بل ســعت إلى دعمه بشكل غير مباشــر لمواجهة التيارات الإسلامية الحركية. ولفهم تحولت التيار السلفي الوهابي وانتقاله من الحالة المهادنة إلى الحالة الجهادية، لبد من مدارســة تياراتها وشيوخها في علاقاتها بتغيرات البيئة السياسية الداخلية، وكذلك الدور الذي لعبته الوهابية السعودية لصالح التيار السلفي في المغرب. أولً: السلفية الوهابية سبقت الإشارة في الفصل السابق إلى أن السلطات المغربية كانت في حاجة إلى التحالف مع قوى مجتمعية لمواجهة المعارضة التي كانت تهدد شــرعية النظام. ففي إطار صراع الملكية آنذاك مع المعارضة اليسارية والإسلامية، نظرت السلطات بالرباط إلى التيار الســلفي كحليف محتمل. بالإضافة إلى ذلك، كانت الســلطات في الرباط ؛ فقد كان ((( تنظر إلى الثورة الإســ مية في إيران كتهديد مباشــر للملكية في المغرب الشاه، رضا بهلوي، حليفًا للملك الحسن الثاني وقد استقبله لبضعة أشهر بعد سقوط نظامه. وقد أَرْخت الثورة الإسلامية في إيران بتداعياتها على المغرب، مع تأثر عدد من التيارات الإسلامية بالثورة الخمينية وأصبحت مصدر إلهام لهم، لسيما جماعة العدل والإحســان، التي تأثرت بالبعد السياســي للثورة الإســ مية، أكثر من البعد العقائدي (1) Munson, H. (1991). Morocco’s Fundamentalists. Government and Opposition, 26(3), 331-344.

45

Made with FlippingBook Online newsletter