الســلفية التقليدية. بعد حرب الخليج الثانية في بداية التسعينات، سيتحول نحو الفكر الســلفي الجهادي، وانطلاقًا من تلك الفترة ســيُلاحَظ تغير في المواضيع التي يتطرق إليها في خطبه الدينية. تتفــق أيديولوجية الفيــزازي مع الإطار العام للتيار الجهادي، والمؤسّــس على مجموعــة مــن المقولت، أبرزهــا تبني مبدأ التكفيــر والحاكميــة والجهاد وتحريم الديمقراطيــة وغيرهــا إل أنه يختلف عن التيار الجهادي الراديكالي في فروقات دقيقة على مستوى حجم ونطاق استعمال هذه المفاهيم وكذا طريقة تنزيلها في الواقع. وقد كتب الفيزازي عشرات الكتب والمقالت الصحفية التي تركزت أساسًا على الرد على مخالفيــه والأفــكار التي يؤمنون بها. وتجدر الإشــارة إلى أن الفيزازي لم يكن منظّرًا للتيار الجهادي، بل كان يعيد صياغة أفكار التيار الجهادي العالمي للرد على خصوم التيــار، ومــن هنا يمكن وصفه بكونه منظّــرًا من الدرجة الثانية، أي إنه لم ينتج نظرية في العمل الجهادي، بل فقط أعاد صياغة بعض مقولت التيار الجهادي العالمي، مثل الحاكمية وتكفير الديمقراطية، علاوة على تأييده الضمني لفكر القاعدة. رغــم أنه لم يكــن منظّرًا، إل أنه كان خطيبًا مفوهًا؛ فقد كانت خطبه الدينية في مساجد طنجة تلهب حماس المئات من المتدينين الشباب، والتي كان يحضرها شباب ســلفيون من مدن مغربية مختلفة. لقد كان الفيزازي مشــهورًا بشكل كبير في أوساط وكان يتمتع أيضًا بسمعة طيبة في وسط ((( التيار السلفي بالمغرب منذ بداية التسعينات من أبنائه، بكونه 11 حي دشار بنديبان بمدينة طنجة، التي كان يقطن بها رفقة زوجتيه و متواضعًا ومســتعدّا لمساعدة المحتاجين، وكان يتمتع أيضًا بكاريزمية الداعية المدافع . ((( عن القضايا الأساسية للمسلمين وقد تجاوزت شهرته الحدود الجغرافية للمغرب وأصبح له حضور على الصعيد العالمي بسبب عنصرين: أولً: بفضل خرجاته الإعلامية على قنوات فضائية عربية التي قبل أن تمنعه الســلطات من السفر وتحرمه من جواز السفر ((( شــارك فيها عدة مرات . 2012 ديسمبر/كانون الأول 25 مقابلة خاصة أجراها المؤلف مع أحد تلاميذ الفيزازي، طنجة، ((( (2) Alison Pargeter, The New Frontiers of Jihad: Radical Islam in Europe,) London: I. B. Tauris, 2008(. P :118. انظر مث ً: مشاركة الشيخ محمد الفيزازي ببرنامج التجاه المعاكس بـموقع اليوتيوب، (تاريخ ((( ) https :// www . youtube . com / watch ? v = pf5a4pjcXb0 ( :) 2019 فبراير/شباط 4 الدخول:
60
Made with FlippingBook Online newsletter