الجهاديون المغاربة

التي تنتمي إلى الزاوية الكتانية، بالإضافة إلى تأثره بالأيديولوجية السلفية وببعض معالم الفكر الإخواني بسبب دراسته وإقامته في المشرق، خصوصًا بالأردن والسعودية. إن تأثر الكتاني بأسرته الصوفية جرّ عليه الكثير من النتقادات من طرف السلفيين؛ فالعديد منهم ينظر إلى سلفيته بالكثير من التوجس ويعتبره هؤلء بأنه صوفي متخف في رداء ســلفي، وقد خلق له هذا الأمر مشــاكل من داخل التيار الســلفي التقليدي والجهادي على حدّ سواء. فبسبب تأثر حسن الكتاني بتاريخ أسرته الصوفي عمل على لمحمد بن " ((( ســلوة الأنفاس " نشــر تراث أســرته الصوفي داخل السجن مثل كتاب جعفــر الكتانــي، أحد العلماء الكتانيين. وقد أثار اســتعمال هذه الكتب انتقادات من طرف عدد من المعتقلين السلفيين بسبب ما يحتويه الكتاب من مضامين صوفية، ينظر إليها السلفيون بكثير من التحفظ. هذا علاوة على إشادة حسن الكتاني بعدد من العلماء في تعريف نفسه " الشريف " المحسوبين على الصوفية وإصراره على استعمال مصطلح كجزء من الرأســمال الجتماعي والرمزي الذي يمنحه مكانة متميزة داخل المجتمع. في الذكر، والسبحة هي أداة تستعمل " السّــبْحة " بالإضافة إلى ذلك يســتعمل الكتاني للمساعدة على حساب الأذكار التي يقوم بها المسلم، وهي عادة صوفية. وقد جرّت . ((( أيضًا عليه انتقادات من طرف السلفيين ، رجع الكتاني ((( بعد النتهاء من الدراسات الثانوية في المملكة العربية السعودية إلى المغرب لإتمام الدراسات العليا، فدرس بمدينة الرباط في المعهد العالي العالمي . لم 1996 علومَ الإدارة والقتصاد باللغة الإنجليزية إلى أن نال شــهادة الإجازة ســنة تكن أجواء المعهد ول نمط التدريس المعتمد متناسبًا مع توجهات الشيخ المحافظة، وبعدها قرر الشيخ، حسن الكتاني، السفر إلى المملكة الأردنية، بغرض تعميق معرفته في العلوم الشــرعية والدينية، حيث اســتقر في العاصمة، عمّان، وســجّل بجامعة آل . 2014 نوفمبر/تشرين الثاني 1 مقابلة خاصة أجراها المؤلف مع عبد الفتاح الحيداوي مدينة الرباط، ((( نفس المرجع السابق. ((( عاش الكتاني جزءًا من طفولته في المملكة العربية السعودية التي كان يعمل فيها والده، علي بن ((( المنتصر الكتاني، أستاذًا جامعيّا ثم بعد ذلك في مدينة جدة وفيها أكمل تعليمه الثانوي بمدرسة ، التي كان يديرها مجموعة من الأساتذة 1989 منارة جدة الأهلية، إلى أن نال الشهادة الثانوية، سنة المحسوبين على جماعة الإخوان المسلمين، وغالبية هؤلء الأساتذة لجؤوا للسعودية هروبًا من بطش الناصرية، وأيضًا بسبب رغبة السعودية في التحديث المؤسساتي التي بدا أن أعضاء الإخوان المسلمين الذين كان العديد منهم من خريجي الجامعات هم المرشحون المثاليون لهذه المناصب.

66

Made with FlippingBook Online newsletter