الجهاديون المغاربة

الفصل الثالث تطرف الهوامش

بتوازٍ مع تطور الخطاب السلفي الجهادي بالمغرب منذ منتصف التسعينات، بدأت على هوامش وتخوم الحواضر المغربية الكبرى مثل " مُحتَسِــبَة " تتشــكل أنوية سلفية " الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر " الدار البيضاء وفاس وسلا، واضطلعت بوظيفة وممارســة التعزيــر في المناطق الهامشــية التي كانت تتميز بغيــاب الدولة والمجتمع المدني، وســعت إلى ملء هذا الفراغ المؤسســاتي والأمني عبر العمل على استتباب وشــكّلت بديً عمليّا لغيــاب الدولة في هذه ((( الأمــن ومكافحــة الجرائم المختلفة المناطق المهمشة. وقد كانت هذه التعبيرات المتطرفة في الحقيقة تتميز بالطابع المحلي وأيضًا بتركيزها على العنف المحدود بوســائل تقليدية، وكانت محكومة بأيديولوجية الأمر " هجينة تمزج بين الأفكار الســلفية الدعوية مع بعض السلوكات المرتبطة بمبدأ . وقد شكّل هذا النوع من السلوكات، البدايات الأولى ((( " بالمعروف والنهي عن المنكر لبروز التيار السلفي الجهادي، الذي لم يجد وقتًا كافيًا للبروز والتنظيم بسبب الضغط . كانت هذه المجموعات تشــتغل بشكل متواز 2003 ((( الأمني الذي مورس عليه بعد مثل تجارة المخدرات والدعارة والعتداء على الممتلكات الخاصة وغيرها. ((( سلفية-جهادية " في هذا السياق يمكن رصد على الأقل سبعة مجموعات مرتبطة بما يمكن وصفه بـ ((( ، وخلية محمد دمير، " أمير الدم " ، وهي كالتالي: مجموعة يوسف فكري المعروف بـ " الهوامش ، ومجموعة بن داوود الخملي " الصراط المستقيم " ومجموعة ميلودي زكريا المعروفة بجماعة ، ومجموعة الرباع التي حاولت الستيلاء على مخزن للأسلحة، " الهجرة والتكفير " المعروفة بتيار وظاهرة الوداديات في فاس، هذا بالإضافة إلى مجموعات مستقلة وغير مهيكلة كان يؤطرها شيوخ السلفية الجهادية المعروفين ولكن لم تكن مُنظّمة في إطار مؤسساتي. بمدينة فاس، ومجموعات الهجرة والتكفير نماذج للطريقة " الوداديات السكنية " تُعتبر كل منحالت ((( التي تشكلتبها هذا النوع من المجموعاتالمتطرفة المحلية. ففي الوقتالذيربطسلفيو الوداديات عملية من خلال تأمين " مشروعية " السكنية علاقة وطيدة مع الساكنة المحلية، وحصلت من ثمة على المناطق التي كانت تحرسها، لكونها لم تنشأ في صراع مع الساكنة المحلية، على عكسحالة يوسف فكري وميلودي زكريا، النموذج المضاد، أي المجموعة المتطرفة التي تشتغل على هامش المجتمع،

69

Made with FlippingBook Online newsletter