الجهاديون المغاربة

. فقد كانت تربط الوداديات علاقات تعاون مع الساكنة المحلية، بحيث يعتبر ((( المحلية العمل لقي في البداية ترحيبًا من " أحد الســلفيين الذين عايشــوا هذه التجربة أن هذا السكان، وكانت ألفاظ الشكر ل تنتهي صباحًا ومساء، وأصبحت الشكايات التي تتعلق [السلطات] وكانت جل " المخزن " بالسرقة وقطع الطريق تنهال على الملتحين عوض ؛ مما أكسبها مشروعية في نظر الساكنة المحلية. فقد ((( " القضايا تُحَلّ في وقت قصير كانت نشاطاتها تتركز أساسًا على استتباب الأمن عبر تشكيل مجموعات شبابية تجول في الأحياء الهامشية بمدينة فاس وتقبض على المجرمين وتسلمهم إلى الشرطة. صيرورة ردكلة "الوداديات" نهاية التسعينات، وذلك بعد دخول عناصر من " الوداديات " بدأت صيرورة ردكلة التيار الجهادي المقرب من الشيخ محمد رفيقي أبو حفص، قبل أن تنتقل الفكرة إلى مدن أخرى في فترة لحقة. ففي تلك الفترة أســس أبو حفص جمعية لتعليم القرآن بحي النرجس بمدينة فاس، وكان مشــرفًا عليها. وتوجد هذه الجمعية في حي متاخم لحي شعبي اسمه عوينة الحجاج الذي تقطنه الفئات الشعبية التي تشتغل بمهن بسيطة وتنتشــر فيه البطالة والهشاشة وكذا الجريمة والمخدرات. لم يكن أبو حفص وأتباعه يدركــون عملية التحول الأيديولوجي التي حصلت، فرغم تفادي الخوض في القضايا السياســية المباشــرة، إل أن خطبه النارية كانت تلهب حماس الشباب المتدين حديثًا، وكان لهــا صدى اجتماعي في صفوفهم، لســيما بفضل مزجــه بين اللتزام العقدي . ((( الصارم والدعوة للنشاط في المجتمع وتغيير المنكر باليد واللسان والقلب ومع تراكم الأنشطة الدعوية التي كان يؤطرها شيوخ التيار السلفي الجهادي في تلك المنطقة، وانضمام العديد من مرتادي الدروس بدأ التفكير في عمل أكثر تنظيمًا. بدأ النقاش يتوسع بشكل داخلي لينتقل من الدعوة السلفية إلى ممارسة أنشطة الحتساب، أي تغييــر المنكــر باليد، خصوصًا مواجهة مظاهر الســرقة وبيع الخمور والمخدرات والدعارة، وغيرها التي كانت منتشــرة في تلك المناطق. وبعد نقاشــات داخلية بين سبتمبر/أيلول 22 مقابلة خاصة أجراها المؤلف مع ف.ز.، أحد السلفيين المقيمين بمدينة فاس، يوم ((( . 2014 . 2014 سبتمبر/أيلول 22 مقابلة خاصة أجراها المؤلف مع ف.ز.، مدينة فاس، يوم ((( . 2013 أغسطس/آب 10 مقابلة خاصة أجراها المؤلف مع ي.ح. مدينة فاس، (((

71

Made with FlippingBook Online newsletter