. وبما أن هذا النوع من الأنشــطة ((( " ويدقونهــا ويهيئونها لكي يبيعوها في الأســواق القتصادية غير مهيكل فإنه يعطي لممتهنه استقلالية واسعة عن الدولة وأجهزتها. من الناحية المجالية، انتشــر هذا التيار أساسًــا في ضواحي مدينة آســفي والناظور وأيضًا في المدن الصفيحية بمدينة الدار البيضاء التي تنتشــر فيها البطالة والهشاشــة والفقر، علاوة على غياب الدولة ومؤسســاتها في هذه المناطق. وهو ما فتح المجال في هذه المناطق لنتشار الجريمة بمختلف أشكالها وأيضًا المساجد غير الرسمية التي تؤسسها المجموعات الإسلامية خارج رقابة وزارة الأوقاف. بهذا المعنى، يمكن القول: إن تيار الهجرة والتكفير في السياق المغربي هو تعبير عن حالة ســخط على الأوضاع القائمة ورغبة في النتقام من تهميش المجتمع، وهو أيضًا تعبير عن حالة نفســية وذهنية معادية للمجتمع وحاقدة عليه طبقيّا يتم تصريفها انطلاقًــا من مفاهيــم مغلّفة بالدين. فالفيء، أي الأموال التــي يجنيها التكفيريون من عمليات الســلب التي يقومون بها، هي مماثلة للاعتداءات على ممتلكات الغير التي ينفذها الشباب المُهمّش ضد أبناء الطبقات الجتماعية الأكثر حظّا، وهي سلوكات ربما قد يكون التكفيري قد مارسها في فترات قبل أن يتحوّل لهذا الفكر. من جهة أخرى، تقدّم بعض العناصر التي تتميز بها هذه الأيديولوجيا جانبًا جذابًا أحد العناصر الرئيسة " الطهارة " و " الحق " للفئات الجتماعية المهمشة، ويعتبر مفهوم لفهــم جاذبية هذا التيار بالنســبة للفئات المذكورة. ويعتبــر أحد التكفيريين أن هذين المفهوميــن همــا اللذان جذباه أكثر نحو هذا التوجــه؛ فعندما قرر اللتزام في الأول تعرف على عموم التيار السلفي الجهادي، ولكنه لم يكن مدركًا للتمايزات الداخلية بين فصائله ومكوناته. ومن ثمة بدأت عملية بحث جديدة من داخل التيار السلفي الجهادي . ويعتبر هذا التكفيري أنه لطالما سمع من " البحث عن الحق " بما يتناسب مع رغبته في قلت " ، وحينها " ضلال وليسوا على طريق الحق " طرف خصوم التكفيريين أنهم على بــأن هؤلء لطالما يتعرضون للنقد من طرف خصومهم، ويُعتبرون ضالّين في نظرهم، فإنــه من الأكيد أن الحق معهــم، خصوصًا وأن الحق دائمًا مُحارب ودائمًا يكون مع . ((( " القلّة، وهذا ما دفعني للبحث أكثر في الأمر . 2018 مقابلة خاصة أجراها المؤلف مع ع.ح. عبر سكايب، فبراير/شباط ((( مارس/آذار 10 مقابلة خاصة أجراها المؤلف مع ع.ب من التيار التكفيري، مدينة فاس يوم الأحد ((( . 2013
77
Made with FlippingBook Online newsletter