ثالثًا: شيوخ التكفير عــ وة على تيار ابــن داود الخملي، ظهرت تعبيــرات تكفيرية أخرى في تلك الفترة وكانت عبارة عن مجموعات صغيرة تشتغل بسرية ومنعزلة عن المجتمع العام، وهو توجه أسســه بشكل مستقل كل من ميلودي زكريا ويوسف فكري، اللذين يمكن اعتبارهمــا أبرز رموز التيار التكفيري؛ فكلاهما يعتبران نموذجين لسياســات الإقصاء " طبقيّا " علــى المجتمع " الحاقد " والتهميــش ودورهــا في إنتاج التطــرف التكفيري ويُصــرّف هذا الحقد نحو المجتمع عن طريق الأيديولوجيا عبر إقصاء الذات الهجرة وإقصاء الآخر التكفير، وقد اتجهت سلوكياتهم العنفية تجاه المجتمع المحلي القريب، في حين بقي إدراكهم السياسي محدودًا نظرًا لقدراتهم المعرفية المحدودة. لقــد كان كل منهمــا محدود التعليم، فكلاهما لم يتمم التعليم الإعدادي؛ حيث أتمم يوســف فكري بالكاد تعليمه البتدائي، ويحكي بعض رفاقه في الســجن أنه لم يكن يســتطيع تحرير البيانات الحتجاجيــة، وكان يطلب من بعض زملائه المتعلمين . وكانت حدود إدراكهم هو المجال الضيق الذي ينشطون فيه على ((( كتابتها نيابة عنه هوامش المدن الكبيرة، وأسهمت الظروف الجتماعية والقتصادية والمستوى التعليمي المحدود بالإضافة إلى صغر السن، بالنسبة لحالة يوسف فكري، في تحديد سلوكهم المتطرف وتوجيهه نحو ما يتصورونه تجسيدًا للفساد الذي ينبغي تغييره بالقوة. الميلودي زكريا اهتــم ميلودي زكريا بالســاحة السياســية نســبيّا، وانخرط فــي العمل الدعوي الإســ مي، لســيما في صفوف حركة الإصلاح والتجديد التي بقي فيها لفترة قصيرة قبل أن يغادرها لأنها ل تطالب في نظره بتطبيق الإســ م بشــكل كبير، هذا بالإضافة إلى أن تلك الفترة تميزت برغبة الحركة في النخراط في العمل السياسي وهو ما لم يكن يقبل به ميلودي زكريا، ولهذا ترك الحركة نهاية الثمانينات والتحق بمجموعة من السلفيين. هناك ســبب آخر اجتماعي-اقتصادي مرتبط بالفئات التي تســتقطبها الحركات . 2013 . 2014 أغسطس/آب 30 مقابلة خاصة أجراها المؤلف مع ع.ح. (معتقل سلفي سابق)، سلا، يوم (((
82
Made with FlippingBook Online newsletter