الإســ مية الكلاســيكية بالمغرب، لســيما جماعة العدل والإحسان وحركة التوحيد والإصلاح وحزب العدالة والتنمية فهذه التنظيمات تنشــط أساسًــا في صفوف الطبقة المتوســطة الحضرية، لسيما الأســاتذة والمعلمون والطلبة الجامعيون والمهندسون والأطباء والمحامون...إلخ، في حين أن حضور الفئات الجتماعية المسحوقة هامشي ضمنهــا. ومن ثمة لم يكن ممكنًا أن يســتمر زكريــا ميلودي ضمن صفوف الإصلاح والتجديد ليس فقط لأسباب أيديولوجية وإنما لأسباب اجتماعية-اقتصادية. ركّــز الميلودي في دعوته على القضايا الكلاســيكية للتيار الســلفي الجهادي، لســيما مبــدأ التوحيد والولء والبراء والتكفير. فقــد كان يعتقد أن التحاكم إلى غير القرآن والســنّة يعتبر من شــرائع الشــيطان وأحكام الجاهلية ومن المكفرات القطعية، ويدخل في هذا السياق في نظره الدخول إلى البرلمانات والمؤسسات التشريعية، ويقرر من يتحاكم إلى أحكام القانون ومحاكمه وحكامه من غير إكراه " قــرارًا صارمًــا بكون صحيح، فإنه كافر مرتد عن الإســ م، ول عبرة بما يحمله من شــعارات الإسلام أو الدعوة أو النتساب إلى السنة والجماعة أو الجهاد أو التوحيد أو تكفير من يحكم بغير . لهذا السبب، ((( ما أنزل الله، كما أنه ل عبرة في ذلك بادعاء إكراه لم تتحقق أركانه لم يكن التيار التكفيري الذي أسســه ميلودي زكريا يعترف بســلطة الدولة ول يتعامل يمنعون أتباعهم من التعامل بالوثائق الإدارية التي تصدرها " مع مؤسساتها، فقط كانوا وضمنها " ويدخل في هذا الإطار العقود بأشــكالها " ((( الإدارات المغربيــة والمحاكم . ((( " عقود الزواج القانونية التي كان يتم رفضها وتعويضها بقراءة الفاتحة فقط ل يمنح الميلودي زكريا أعذارًا بالنسبة للأشخاص الذين يتعاملون مع المؤسسات العصرية، ويعتبر أن الحالة الوحيدة التي يمكن فيها التماس العذر هي حالة الأسير بيد يذهب على رجليه " العدو يقصد به النظام السياسي؛ وبالتالي فهو يقرر أن أي شخص حرًا مختارًا إلى محاكم القانون ومؤسسات تشريعه وتنفيذه -دون أن يكون أسيرًا بيد العدو، مرغمًا على ذلك بالقوة- هو في حقيقة الأمر من الراضين بالتحاكم إلى غير ما أنزل الله، وهو بذلك كافر بالله لهذا العتبار، ولو ادعى أنه غير راض بذلك، والحكم أبو عبد الله الميلودي زكريا، كفر المتحاكمين إلى شرائع المشركين، (منبر التوحيد والجهاد، د.ت.)، ((( http :// www . tawhed . ws / r?i = dsa5rfxc ، الرابط: 2014 يونيو/حزيران 6 تاريخ الدخول: . 2015 مقابلة خاصة أجراها المؤلف مع ع.ش. الدار البيضاء، أكتوبر/تشرين الأول ((( المرجع السابق. (((
83
Made with FlippingBook Online newsletter