نشوء تيار سلفي جهادي في تلك المناطق وحصوله على مشروعية عملياتية. - ولعــل فــي هذه الفقرات المقتطفة من إحدى المقابــ ت التي أجريتها مع أحد أعضــاء خلية مرتبطة بالفكر الجهادي والتي كانت تنشــط بحي ســيدي مومن بالدار ، 2003 البيضاء، وهو نفس الحي الذي خرج منه منفّذو تفجيرات الدار البيضاء ســنة ما يعزز ذلك: منذ طفولتي وأنا أحمل أفكارًا ثورية، وهذا بســبب ظروفي الجتماعية المزرية؛ فمنذ الطفولة كُنت ندبّر على راســي بوحدي لوحدي. بمجرد خروجي من المدرســة كنت أتوجه إلى الســوق مباشــرة لأبيع الميكات أي الأكياس البلاســتيكية، من أجل مساعدة عائلتي، لم نكن نمتلك ل ضو ل ما ل كهرباء ول ماء صالح للشرب، وإنما فقط لقْهَرة القهر والصراع في المجتمع. العنــف كان ممارسًــا علينــا داخل المجتمع، وإن لم تكن قويّــا بما فيه الكفاية ياكلــوك الآخرين وســيمارس عليك العنف حتمًا. ومنــذ طفولتي كنت على يقين أن القوة العضلية هي التي تحميك من الآخرين، لذلك كنت أمارس الرياضة بشكل منتظم حتى أحمي نفسي. العنف كان ممارس علينا أيضًا في المدرسة. تخيل أنه في الصباح الباكر تدخل إلى المدرسة والمعلم يقوم بضربك بقسوة لأنك لم تحضر الدرس، دون معرفة ظروفي الشخصية، مثل عدم امتلاكي نقودًا لشراء الكتب وغيرها. لم نجد في تلك الفترة أحدًا يوجه حماستنا، فبسبب حقدي على الوضع ورغبتي في إحداث تغيير جذري للواقع، فلو التقيت باليســار لأصبحت يســاريّا آنذاك، وأي واحد يســعى للتغيير كنت ســأكون معه إذا كان يتفق مع القناعات التي كنت أحملها والتي كانت كلها تدور ضد الظلم والحكرة والستبداد. في فترة الســجن، تعرفت على هذا الشــخص عبد الفتاح الحيداوي، واحتضنني وكان بمنزلة الأب وتعلمت منه الكثير من الأشياء، وأتممت دراستي العليا بعدما كنت توقفت في الســنة التاســعة الإعدادي، وأيضًا اقتنعت عبر النقاشــات التي أجريتها في الســجن معــه ومع بعض المعتقلين بمراجعة أفكارنا وضمنهــا نبذ العنف، ولكن في نفس الوقت الدفاع عن الحق بالكلمة وبالتي هي أحسن. بعد خروجي من الســجن سأشتغل على توجيه الشباب ونصحهم لكيلا يكرروا
95
Made with FlippingBook Online newsletter