المكوِّنات الإسلامية لـهُويَّة أوروبا

ّ يقن  ً ا أنه لم يعرف مفهوم التسامح، ولم يوهد في مفردات لواته لفظ ا يعادل ذلك ً المفهوم. وهذا ليس مستورب ا إذا ما أخذنا بعين الاعتبةار أن كة ًّ لا مةن تلةك الدويلات / ت اسم ةاعي "بو  المدن، المعروفة ً ليس" كانت كيان ا كامل السةيادة ومستقلة. وفي هذا الصدد ، لا يوهد مبرر لاستخدام الاسةم الجمةاعي الشةائع "اليونان" / "هيلاس" لوصف الوضع السياسي في ذلك العصر وفي تلك المنةاطق إذا نو مةن إ نو من دولة موحدة، وح كان المقصود من ذلك هو الإشارة إ اد  الا إ إذ ؛ ن الكيا نات السياسية أ ال "بوليس" المعروفة في ذلك الوقت، مثةل

ة

أثينا وإسبرطة وكورنثوس وطيبة ...  ، إ كانت تعيش في أهةواء مةن العةداوة ُ المستمرة والتنافس ويفترس فيها البعض - في كل اظة تتةاح لةه فيهةا فرصةة للهجوم - َ البعض الآخر الذ يكون في حالة ضعف، أو يستعد للدفا عن الذا ت عند تقدير أن قوة الخصم قد ازدادت. ُ لقد و َّ هدت التحالفات العسكرية، ولكن الورض منةها لم يتجةاوز حةد ً المشاركة ضد عدو مشترك، الذ يكون عادة طرف يث كانت  ، الف آخر  ا في

تلك التحالفات لا تدوم طوي ً لا ، وكانت هادفةة، ولم تشةمل أ حكومةة أو مؤسسات مشتركة على الإطلاق. وكانت اارو بين هذه الكيانات السياسةية ً المستقلة الصورى دموية للواية وبلا رحمة، وكثير هدم كامل لمد ا ما أدت إ ي نةة العدو وتدمير كل ممتلكاته. وفي هذا الصدد كان تدمير المد ي نة الشهيرة طيبة مثةا ً لا نموذهي لم تعرف  ا لببيعة هذه اارو المتبادلة وعمق الكراهية ال مبدأ التسامح، ً حلام أو كخاطرة تمر في البال أحيان  في ا ولا ح ا. كانةت ااةرو في شةبه قوى في المنبقة، مستمرة  هزيرة بيلوبونيز بين أثينا وإسبرطة، الدولتين الصويرتين ا يل هديد من الجنود بعةد دد الصفوف مع انقبا قصير كي يتنفس الجيش و الخسائر. إن الوصف الموضو عي وكذلك المةزعج للمةؤرخ الكةبير ت وسةيديد ( Thucydides ) ، يكمل صورة الصرا الدائم وعدم الثقة المتبادلة. ُ ين ِ ب ُ وت هذه العقلية السياسية على أن مفهوم التسامح والاعتةراف بمسةاواة ااقوق والتساو في الوضع الا هتماعي ل يخر ً ن كان خارج آفاقهم العقلية تمام ا، ِّ حد إ أمةام أن تلك الدويلات كانت تتحد مع بعرها في معاداة البعض حة

078

Made with FlippingBook Online newsletter