المكوِّنات الإسلامية لـهُويَّة أوروبا

ةاول  تستهدف كل دولةة  يديولوهية، ال  المثال الكلاسيكي لهذه اار ا ً اختيار نظامها القيمي والاهتماعي الخاص بها وتنظيم ااياة السياسية وفق ا لاختيارات شعوبها، ُ ي ِّ لخ صه بامتياز فرانسيس فوكويامةا ( Francis Fukuyama ) "نهايةة خير"  التاريخ والإنسان ا ، وصموئيل هنتنوتةون ( Samuel Huntington ) "صةرا

كتابا

اارارات" ( 1 ) .

ِّ د ُ النظريتين اللتين ق متا بكل وضوح

ِ لا يكون هناك أ التباس، فإن ش وح ْ ب َ ه

بةي كتا في فوكو ياما و هنتنوتون ، كانتا بمثابة التذكير بالنسبة لةلأول والتهديةد َّ ، وكان ذلك التذكير وهذا التهديد مةوه  بالنسبة للثا ْ هي ن للإسةلام ؛ باعتبةاره ً نموذه

ا حراري ،ا وللمسلمين باعتبارهم أتبا الد ي انة الإسلامية. وبهذا الشكل فإن ُ الإسلام والمسلمين في ك  ل َّ ي تهم أصبحوا موصومين بوصمة أعداء التق دم والتبةور ُ اربة المسلمين أينما و  اللذين يشهدهما العالم، وأصبحت ة ً هةدوا، تبع ا لةذلك ً ، مشروعة بل وصارت هدف  وبشكل ضم ً ا والتزام ً ا مفروض ا على كل ممثلي مةا يوصف بالعالم العصر والمتقدم. تكل ا هاتين القريتين (الهجوم على الإسلام ووصةم المسةلمين بةالتخلف) تبدوان أكثر م رد دفا أكاديمي عن ااقيقة وحق الاختلاف وحرية الاختيار، ن وبصفتهما تلك فقد كان لهما تداعيات مباشرة على إدراك الإسلام والمسلمين في أوروبا، ويبدو ذلك بشكل خاص في مشاريع تصور مستقبل أوروبا. َّ بعبارة أخرى، فإن الن َ ح  صل ا َّ د لهذه المتلازمةة ، ةة عةن التعصة النا ب يديولوهي  ا ، َّ موه اولة حماية  عتقد أنها ُ تعريد ما ي ه بشكل مباشر وحصر إ ً وروبية وفق  الهوية ا ا لهذا التصور، وبهدف استيعا واضبهاد المسةلمين أو ً ثم لا وصو ً لا وروبية وإنهةاء وهةود  و كل آثار العناصر الإسلامية عن الهوية ا  إ وروبية. إن تزايد درهة عدم التسامح والعمل على  اء القارة ا  المسلمين في كل أ ( 1 ) من فوكوياما وهنت ووتن ن، عند نشر أعمالهما، مةوظفين سةاميين في وزارة - Fukuyama, F. The End of History and the Last Man , (1992). - Huntington, S. The Clash of Civilizations and the Remaking of World Order , (1993). م  الخارهية ا ير كية. راهع:

كان كل

19

Made with FlippingBook Online newsletter