المكوِّنات الإسلامية لـهُويَّة أوروبا

هذه الاستعدادات والمخببات لا تبدو مفاهأة، خاصة إذا ما أخذنا بعةين الاعتبار أن نظرية  بيرين حول تشك ل أوروبا ؛ باعتبارها قارة ثقافيةة مسةيحية، َّ تأس ً ست حصر ا على العلاقة بين الس  ترك ُ لبة السياسية، الم زة في أيد أقوى حكام أوروبا في تلك الفترة، وبين البابا ؛ على.  باعتباره المرهعية الدينية ا ً وفق ا لنظرية بيرين، فإن ضمان سلامة البابا لم ي ً عد ممكن ا بعةد أن بسةبت الدولة الإسلامية سلباتها على سوريا ومصر وكامل منبقة شمال إفريق يا وصو ً لا إ طلنبي (المور )، وغير ذلك من الجزر الواقعة على ضفاف البحر  ساحل المحيط ا يبيرية وشةرق الإ  بيض المتوسط وكامل شبه الجزيرة ا  ا مبراطور يةة الرومانيةة ومركزها القسبنبينية. أ مام هذا الوضع، طلب البابةا سة (  تيفان الثةا Pope Stephen II ) صةور (  ة بيبين ا من ملك الفر Pippin the Younger ) القبةول ً ديد  بلعب دور حامي روما. بعد ذلك بمدة و ا في العام 800 م  ، تول ى وريث العرش وابن الملك بيبين ، كبر (  كارل ا Karl the great ) ُ اا َّ كم، وقد توه ه البابةا ليةو الثالث ( Leo III ً وأعلنه ملك ُ ه ُ ) نفس ا على إمبراطورية روما. اعتبر هنر بيريةن أن  حق  تلك النجاحات ال وروبية، كانت  راضي ا  قها الإسلام بتوسعه الكبير على ا َّ حد  بمثابة المعبيات التارصية ال دت بشكل أساسي تكو ن أوروبا كقارة مسيحية، ب وأن عملية تتو ً كبر ملك  يج كارل ا ُ ا، وإن كان ذلك بشكل رمز ، قد است يع دت ً ديد  إمبراطورية روما، و ا كانت اللحظة الزمنية لإنشائها ( 1 ) . استسلموا لهذه الرواية الشاعرية، بل وأضفوا عليها مسحة معادية للإسلام، وأداروا ً ظهورهم للواقع الذ كان قائم ا قبل ااادثة المذكورة بمئة عام كاملة، ثم خةلال َ فترة كارل الكبير كلها وتواص َ ل ِّ حد إ أن شير إ ُ هذا اليوم، ذلك الواقع الذ ي الإسلام والمسيحية كانا على أرض أوروبا، وبشكل مستمر ومتواصل، في علاقةة ( 1 ) للاطلا على تفاصيل غزوات الملك كارل الكبير في ضوء هذه السردية، راهع: Fisher, H. A. L. A History of Europe Vol I, (Collins, London, 1970).

هذه الرواية الرومانسية حول إنشاء أوروبا المسيحية الخالصة على يد الملةك كارل الكبير، الذ حماها بنجاح من خلال حملاته الثلاثة والخمسين من التأث يرات ً السياسية والاقتصادية غير المسيحية، أغوت عدد ً ا كةبير ُ ا مةن الك ة َّ ت ا الةذين

65

Made with FlippingBook Online newsletter