المكوِّنات الإسلامية لـهُويَّة أوروبا

ةرف عةن ُ ا لكل ما ع

ً الف تمام  الموقف لا يستقيم، بل هو

إن هذا الرأ -

مارسات التار ُ الم ً صية للإسلام وللدولة الإسلامية! إن كاتب جم بيتر بيرغر لم يكن  ا  ، قد نظ م ورسم في وثيقة "دسةتور المد ي نةة" َّ اه اليهود والنصارى وأقر واهبات الدولة المسلمة والمسلمين لهم حقهم في حرية ممارسة عقيدتيهما داخل الدولة الإسلامية وداخل المجتمعات المسةلمة، وكنتيجةة قانونية مباشرة لمثل هذا الم وقف، فإنه لم يتم تسجيل أية حالةة تةدخلت فيهةا راضي  كانت تتعايش على ا  السلبات الرسمية لمعاقبة أية سردية دينية للديانات ال وروبية الخاضعة  ا ندلس، بل على العكس من ذلك، وعلى امتداد  لسلبان دولة ا 287 ً عام ُ ا من ع ةافظوا علةى  ندلسية، فإن اليهود والمسةيحيين لم  مر الدولة ا ة ً ديانتيهما داخل "عالم" المجتمع الإسلامي فحسب، بل مارسةوا أير ا شةعائر ديانتيهما بكل حرية وكانت لهم مئات الكنائس والمعابد! ومثل هذا ا علن ُ لواهب الم د مرهعيته في دستور المد ، م للدول الإسلامية ِ لز ُ صراحة والم ي د مةن ِ م ُ نة الذ است ي تعال م القرآن الكريم، وهذا ما هعل الدولة العثمانيةة تلتةزم بة احترام حقةوق المسيحيين واليهود في ي تعال ممارسة م دينيهما داخل الفراء العام بكل حرية، وهةو ً أير ا ما هعل هذه ال عة لاستقبال اليهود المبرودين من كامل َ شر ُ دولة تفتح أبوابها م ليجهل أن الإسلام، ومنذ العام 677

يبيرية على إثر سقو الدولة الإسلامية وإقامة الدولة الكاثوليكية.  شبه الجزيرة ا ً نادر ا ما يستحرر أمثال بيرغر في ذاكرتهم أن هذا التسامح مةع الةديانات ُ خرى (على عكس ما ي  ا َّ رو ج له من أسبورة أن المسلمين عاقبوا بقسةوة كةل راف عن الإسلام)، كان من أبرز آثاره أن تكون إسةبنبول  الفة أو ا  -  الة أصبحت حينذاك عاصمة للدولة العثمانية - مقر ً ا دائم ا لنشا الكنيسةة العالميةة رثو  ا ذ كسية، وذلك منذ العام 1115 ِّ حد وإ زعج ذلةك ُ يومنا هذا، دون أن ي السلبات المسلمة ولا عمو م المسلمين! َّ نهتم هنا بمعالجة هذا الإغفال، المتعم د أو الصادر عن ههل لدى بيتر بيرغةر، ً نه يمثل هزء  ليس ا ٍّ من كم ر عن دوافع أيديولوهية ُ تصد  هائل من الكتابات، ال تنشر وتوز تأكيدات بيرغر حول معاقبة السرديات الدينية ؛ ً باعتبةاره سةلوك ا وخاصية تشترك فيها الدولت ا ن بيرغر يرتكز على هذه  ن المسيحية والإسلامية، بل

71

Made with FlippingBook Online newsletter