العرب والديمقراطية والفضاء العام: بحث في دور الجزيرة

كثيرة لتطبي مفهو الفضاء العا في صيغته النموذجية ٌ اولات  لقد واجهت ٌ المثالية على سياقات اجتماعية وسياسية غير أوروبية إشكالات منهجياة تتعلا ا بمدى كونيته وقابليته للتعميم خارج الإ ً أساس ً طار الذي نشأ فيه. ففا التجر اصية العقلانية النقدية لهذا المفهاو كماا  ميركية على سبيل المثال، لا تفسر ا  ا ا من طبيعة المشاركة السياسية ونوعيتاها. في ً ا يسير ً تبلور عند هابرماس، إلا جزء ً ً ميرك خلال القرن  ليله لفترات من التاريخ الاجتماع والسياس للمجتمع ا التاسع عشر والعشرين، يرى مايكل شادسون ( Michael Schudson ) أن مستوى المشاركة السياسية ونوعيتها لا يمكن تفسيرهما باستخدا النماوذج الهابرماسا شادسون "كانت عبارة عن طقوس شعبية أكثر للفضاء العا ؛ فالسياسة بالنسبة إ ا في نقاشا ا أو جماعي ا فردي ً راط  منها ا ً ت عقلانية نقدية" ( 1 ) . فإذا اعتبرنا أن معياار للفضاء العا هو اتساع حجم المشاركة السياسية، فاإن  القرب من النموذج المثا تمثيل ذلك النموذج، أميركا منتصف القرن التاسع عشر كانت أقرب ما تكون إ ن نسب المشاركة في الانتخابات على سبيل المثال، كانت آنذاك أعلى مناها  تاريخ أميركا اللاح . ولكن تلك النسب العالية كما يلاحظ شادسون، لم تكان ميركيين الواسع في النشاط السياس أو في ما يمكن أن يدفع  راط ا  صل بفعل ا ث على ذلاك،  إليه من قبيل المشاركة في النقاش العا أو تلق خطاب سياس كما يفترض مفهو الفضاء العا الهابرماس راط الواساع في الممارساة  . فاالا ا ً قبة كان بمثابة "السلوك الطايف " أو العقايدي ولم يكن تعبير  السياسية في تلك ا ً عن اختيار شخص أو قناعة ناجمة عن حجج عقلية تتعل بالشأن العا . لقد كان الناس يعيشون في ما يسميه شادسون با يط بهم أناس من أمثالهم  " "جزر جماعية ي يديولوج للأحزاب السياسية، بد  ياة السياسية بدافع المحتوى ا  شاركون في ا ً ً عرض فيها من حجج عقلانية. ُ توى النقاشات العامة وما ي  من ُ التعدد وربما التقاطع والتنااف التركيز على مع وبما أن النقاش يتجه أكثر إ بين الفضاءات العامة، فيجدر بنا أن نلق بعض الضوء على أشكال أخرى من الفضاء ( 1 ) Schudson, M. ‘Was There Ever a Public Sphere? If So, When? Reflections on the American Case’ in Calhoun, C. (ed.), Habermas and the Public Sphere, (MIT Press, 1992), p. 159.

ة با ين في لا

91

Made with FlippingBook Online newsletter