الأزمة المالية العالمية: لماذا تستعصي على الحل؟

ويظل التعاون أمرا حامسا يف هذا الصدد. ووفقا لتصارﳛات البناك الدوﱄ يف هذا الصدد "ﳚب ا لعمل على ﲢديث التعددية واألساواق ملواجهة التغريات الطارئة يف االقتصاد العاملي". قد يكون ما دفعه مارتن وول من أسباب النعقااد املاؤمتر صحيحا من وجهة نظره. ولكن كل هذه األماور قاد ال تضامن ، متر جناحه للمؤ إذا انعقد. وذلك أن العامل حني ذهاب إﱃ بريتاون يني يف الثالث وودز ات من القرن املاضي، كان هناك إطاار نظاري أو نظرية اقتصادية عمل اﳉميع على إرساء قواعدها. فقد كان جاون مينارد كيناز قد توصل إﱃ اﳊل النظري لألزمة الطارئة يف ذلاك الوقت، ووضع أسس التعامل معها، ومل يكن متبقيا إال كيفية تنفيذها فقط. أما يف أزمة اليوم، فعلى الع كس، مل يتوافر بعد هاذا اإلطاار النظري الذي ميكّن العامل من اﳋروج منها. ولذلك سيضع انعقااد ي ملؤمتر اﳊاضر مثل هذا ا ن أمام أحد اختيارين: ● إما تبﲏ العمل بنفس أفكار كيناز الاﱵ قادمها للعاامل يف ثالثينيات القرن املاضي، رغم كوهنا قد ال تكون مناسبة متاما يف هذا الوقت، الختالف أسباب األزمة يف كل من املرحلتني. ● وإما عدم االتفاق على أي شيء على اإلطالق. كذلك فإنه مع اقتراب اﳊرب العاملية الثانية من هنايتها وقات انعقاد املؤمتر املاض ي، كانت مالمح القوة العسكرية واالقتصادية بني دول العامل قد تشكلت ووضحت معاملها. فقد للت زعامة العامل يف هذا الوقت إﱃ الواليات املتحدة األمريكية. وقد وضح ذلك جلياا فيما أسفر عنه املؤمتر من نتائج: فقد قامت كل مان وزارة اﳋزاناة الربيطانية برئاسة جون مينارد كيناز ، ووزارة اﳋزاناة األمريكياة برئاسة هاري وايت، بإعداد مقترحات للنظام اﳉدياد، وذلاك يف

57

Made with FlippingBook Online newsletter