الأزمة المالية العالمية: لماذا تستعصي على الحل؟

وكانت األمور تسري على نفس املنوال، إﱃ أن حدثت األزماة املالية العاملية. فوجدت كربى الدول الرأمسالية أن "يد السوق" قاد أصاهبا الشلل، لتصاب اقتصاداهتا بأسوأ أزمة ﲢدث على مر التاري . وهتاوت النظريات املؤيدة لقوى السوق، لنجد يف التطبيق الفعلي أن تلك الدول تقوم بعمليات تأميم لبعض البنوك الكابرية أو دخاول الدولة شريكا فيها، وهي اإلجراءات االشتراكية الﱵ طاملاا حاذر إمجاع واشنطن دول العامل النامي من تنفيذها، ومن املغبة العظيمة الﱵ تترتب على عدم التخلي عنها. وهكذا ليس من شك يف أن مجيع برامج اإلصالح االقتصاادي الﱵ أشرف على تصميمها كل من صندوق النقد والبنك الدوليني قد وجهت جل اهتمامها إﱃ النواحي املالية، ومل توجه أد اهتماام إﱃ القطاعات اﳊقيقية إال يف الوثائق الﱵ كانت تصدر عنهما وحسب. وكانت هذه الربامج توﱄ أمهية خاصة او إ ساتراتيجيات تشاجيع الصادرات export promotion ، هبدف دمج االقتصادات الوطنية يف منظومة االقتصاد العاملي، يف مقابل التخلي عن إستراتيجية اإلحاالل ﳏل الواردات، الﱵ كانت هتدف أساسا إلقامة صاناعات كثيفاة وخفيفة متنوعة ﲣدم االقتصادات الوطنية. وكان أهم ما ناتج عان ذلك تدهور أوضاع الفقراء على مستوى العامل، وزياادة أعادادهم بدرجة غري مسبوقة من قبل، للدرجة الﱵ أصبحت تناذر ﲝادوث قالقل اجتماعية يف مناطق كثرية من العامل. ورغم كثرة االنتقادات اﳋاصة هبذا األمر الﱵ وجهت إﱃ تلك الربامج أثناء تنفيذها، مل كانت صممي ا لسياسات يف تلك املؤسستني وجهات نظر مغايرة لذلك، واعتمدوا على نظريات ﳐتلفة لتربير ماا ينادون به. ومتثلت أهم اﳊجج الﱵ دفعوا هبا يف تبنيهم للعمل هباذه

66

Made with FlippingBook Online newsletter