الأزمة المالية العالمية: لماذا تستعصي على الحل؟

وهكذا مل يكتب ملفهوم القطارات املتسااقطة الاذي تبنااه االقتصاديو ن الغربيو ن، وعلى رأسهم ا و ملسؤول ن يف كل من صندوق النقد والبنك الدوليني، االستمرار، حيث كان ميالده مليئا بالشكوك يف فعاليته. مث جاءت األزمة املالية العامل ية الراهنة لتذهب مبا تبقى من أفكار هلذه النظرية. إن ما ﳚعل األزمة املالية العاملية الراهنة شاديدة الوطاأة هاو تضمنها لتشابكات عديدة للغاية، الﱵ هلا تاداعيات كابرية علاى االقتصاد اﳊقيقي. وهذا هو ما يفسر فشال العاالج اﳉزئاي يف استئصال هذه األزمة من جذورها، أو مبع ﲎ لخر: هذا ما يفسر عدم جناح خطط اإلنقاذ الﱵ تعهدت كربى الدول الرأمسالياة بتطبيقهاا وتريليونات الدوالرات الﱵ ألزمت نفسها بضخها يف األساواق أو على األقل عدم تأثريها مباشرة، وذلك يف اعتقاد الكثري من اﳋرباء. لقد قام على إرساء األساس للعوملة االقتصادية علاى الصا عيد العاملي أربعة العبني رئيسيني، هم: صندوق النقد الادوﱄ، والبناك الدوﱄ، والشركات متعددة اﳉنسيات، ومنظمة التجارة العاملية (منذ إنشائها مؤخرا). ومل يكن لدى أي مان هاؤالء املؤسساات أد استعداد لسماع لراء الدول الﱵ يريدون تطبيق براﳎهم فيها. وكانت معظم هذه ال ربامج تصب يف مصلحة األغنياء، ونتج عن ذلك ازدياد معدالت الفقر بشكل غري مسبوق على الصعيد العاملي. وكان أهم املبادئ الﱵ دافعت عنها هذه املؤسسات، مبسااندة شرسة من الدول الصناعية وعلى رأسها الواليات املتحدة هو مبادأ ﲢرير التجارة. على أن هذه التجارة العاملية كان ت دائما غري متناسقة وغري عادلة وتصب يف مصلحة الدول الصناعية، وذلك على حد قول جوزي ستيجلز، اﳊائز على جائزة نوبل يف االقتصاد، والذي كان

68

Made with FlippingBook Online newsletter