وليس من الصحيح أن تدخل الدولة يف النشاط االقتصادي يأيت ﲜميع أنواع الشرور. ال شك أن التدخل الكامل للدولاة يف مجياع أنواع النشاط االقتصادي قد أثبت فشله يف مجيع التجارب الﱵ متت يف املاضي، وفشلت معه ﲡار ب التنمية الﱵ تسيطر الدولاة عليهاا. ولكن عدم تدخل الدولة متاما يف أي نشاط اقتصادي قد أثبت فشله أيضا، وفشلت معه ﲡارب التنمية الﱵ حاولت أن تتم مان دون أي تدخل للدولة. وهي التجارب الﱵ وصلتنا واضحة يف حالة كل مان ري الصومال وليب يا على سبيل املثال. ويظل التوسط يف األمر هو البديل املطلوب، وهو البديل الذي أثبت جناحه يف الدول الﱵ أثبتت نفسها وجنحت يف ﲢقيق التنمية االقتصادية. فليست اﳊكومة اﳉيادة مان قبيل الترف، بل هي ضرورة حيوية لتحقيق التنمية املستدامة، وهو ما يف حدث بالفعل ﲡارب التطور الﱵ حدثت يف القرن التاسع عشار، أو معجزات النمو يف دول جنوب شرق لسيا خالل مثانيني ات القرن املاضي. من ناحية أخرى، فإن تدخل الدولة هو األمر الذي كان ينادي به معظم املفكرين االقتصاديني أثناء منو النموذج الرأمساﱄ وبادايات تشكله. فنجد كارل بوالين يف كتابه "التحول الكابري" يقاول "إن الذي فت ح الطريق إﱃ السوق اﳊرة وأبقاه مفتوحا هو التصاعد اهلائل يف سياسة التدخل املتواصلة واملخططة واحملكومة مركزيا" 1 . وهو ما يبدو واضحا كذلك يف تعليق أ. ف. دايسي على ﲡربة "دعه يعمال دعه مير"، حيث قال "إن املؤمنني مببدأ (دعه يعمل) تبينوا أنه من أجل 1 كارل بوالين. الاحول التيري: األصول السيبسية را اقاصبدية لزمننةب املببصو . ترمجة: ﳏمد فاضل طباخ. بريوت: املنظمة العربية للترمجاة، 3008 .
91
Made with FlippingBook Online newsletter