.التحديات التشريعية والسياسية 3.4 إن البيئة السياسية التي تعيش فيها الصحافة الإلكترونية العربية تشكّل أكبر تحد لها من حيث توفير مناخ حرية التعبير التي جاءت ثورة الويب لتحققها. فقد درجتجل الأنظمة السياسية العربية على السيطرة على وسائل الإعلام بشتى السبل التشريعية والترغيبية والترهيبية، وعندما أتاحت الويب للإعلام العربي إمكانية التحرر من الهيمنة السياسية لم يكن الأمر سهً وبرزت التحديات ذاتها التي كبّلت الإعلام التقليدي لِتُكَبّل الصحافة الإلكترونية العربية وتُعوّق تَقَدّمها. ومن بين هذه التحديات نذكر: ً: التشريعات التي تضيّق الخناق على الصحافة الإلكترونية بعدما تحررت من قيد أو الترخيصورأس المال الضخم الذيتهيمن عليه الأنظمة السياسية وأذرعها الاقتصادية. فبعد أن كانت الأجهزة الرقابية تحدّ من حرية التعبير في الصحافة المطبوعة من خلال الرقابة القَبْلِيَة أو البَعْدِية، سعت الأنظمة السياسية العربية إلى سنّ تشريعات تجرّم التناول الإعلامي لكثير من القضايا عبر الإعلام الإلكتروني وملاحقة القائمين عليه والإعلاميين ومنتجي المحتوى الرقمي؛ الأمر الذي يجبرها على الهجرة خارج الحدود الجغرافية التي يسري عليها التشريع. : تستهدف بعض التشريعات التي تسعى للحد من النشر الإعلامي عبر الويب، إلحاق ثانيًا عقوبات قاسية على الصعيدين المالي والتعزيري بقصد إفلاس المؤسسة الإعلامية أو حرمان الصحافي من ممارسة المهنة من خلال حبسه أو منعه من الكتابة، أو -على الأقل- تحريض المؤسسة الإعلامية أو إجبارها على التخلي عن خدماته. : تحدي تأثير عدم الاستقرار السياسيعلى الوضع الاقتصادي ومن ثم التأثير السلبي على ثالثًا اقتصاديات الصحافة الإلكترونية العربية. : استفادت بعض الأنظمة السياسية العربية من ضعف التزام المتواصلين عبر شبكات رابعًا التواصل الاجتماعي بأخلاقيات مهنة الإعلام الذين درجوا على ترويج الإشاعات والأخبار الكاذبة والمزيفة، فعمدت إلى سن تشريعات لا تفرق بين الإعلاميين المهنيين الناشطين عبر الصحافة الإلكترونية، والصحفيين المواطنين، وعامة المتواصلين عبر شبكات التواصل الاجتماعي. فالتهمة جاهزة للصحيفة الإلكترونية التي تنشر ما يقلق النظام -خاصة حالات الفساد- بأنها تنشر الأخبار الكاذبة أو تهدد الأمن والسلم الاجتماعي أو تدعم الإرهاب.
113
Made with FlippingBook Online newsletter