بيئة الصحافة الإلكترونية العربية

يُقدّم أكثر من مدخل للمادة الصحفية؛ يُثْرِيها بمعلومات مُكَمّلَة ويُعمّق بعض جوانبها. ويَرْفِدُها بمواد سمعية، وسمعية بصرية، وتسجيلات حية أو وثائق من الأرشيف. لكن استخدام النص المتشعب في الصحافة الإلكترونية العربية ضمن هذا الأفق يظل محدود جدّا؛ ((( وهذا يبعدها كثيرًا عن «موسوعية الإعلام». ولا تعتمد هذه الصحافة على البعد التفاعلي إلا في حدوده الدنيا؛ أي لم تصل بعد إلى ترسيخ منطق الشراكة في إنتاج المادة الصحفية. فرغم أن مواقع بعض القنوات التليفزيونية العربية في شبكة الانترنت تُعَدّ أكثر تقدمًا في إتاحة الفرصة للجمهور لإبداء رأيه مقارنة بمواقع الصحف الورقية إلا أن هذه الفرصة تظل أسيرة منطق بريد القرّاء؛ فموقع «العربية نت»، على سبيل المثال، يطلب من جمهوره أن يشاركه الرأي ويخصص له خانة لتوجيه رسائله مكتوبة! وبصرف النظر عن استطلاع الرأي والاستفتاءات التي يقوم بها جُلّ الصحف الإلكترونية العربية، التي َُثّل ضربًا من التفاعل، لا تستعين أغلبها بالمدونات الإلكترونية. والقليل جدّا منها لا يسمح سوى لعدد محدود جدّا من صحافييه بنشر مدوناتهم فيها -مثل صحيفة )- ربما ينفرد موقع الجزيرة نتفي توظيف المدونات الإلكترونية Liberté «ليبرتي» الجزائرية ( التي تجمع صحافيي القناة وبعض الأقلام من خارج مؤسسة الجزيرة لتقديم مواد متنوعة عن مواضيع مختلفة تعكستجارب متعددة تسير في اتجاه توسيع قاعدة متابعي موقعها الإلكتروني. هذا الانفراد الذي يقترب من الاستثناء لا يمكن أن يحجب استغناء قطاع واسع من الصحافة الإلكترونية العربية عن الطاقة التعبيرية والتواصلية للمدونات الإلكترونية التي من المفروض أن تفتح أفقًا للإنتاج المشترك للمادة الصحفية. فالمخيال التقني الذي قاد خطواتها لم يتمكن بعد من تحرير المخيال الاجتماعي. وهذا ما يتضح في َلّكها للميديا الاجتماعية. لقد سار هذا التَمَلّك، بدرجات متفاوتة، في اتجاهين: الاتجاه الأول: اعتمد على ما يُنشر في هذه الميديا كمصدر أخبار، والاتجاه الثاني جعل منها رافدًا لنشر محتويات الصحافة الإلكترونية العربية وتوصيلها إلى جمهور جديد ومتنوع. وقد مرّت الصحف الإلكترونية الأوروبية بهذه التجربة؛ إذ جعلت من موقعي شبكتي: فيسبوك وتويتر مجرد لوح إشهاري يعلن عن عناوين موادها

لا نجد أي فرق بين المواد الصحفية الورقية والإلكترونية التي تنشرها صحيفة الحياة في موقعها: ((( http://www.alhayat.com

121

Made with FlippingBook Online newsletter