؛ وهذا ((( وهو عدم الانصياع لجنوح السوق. فلهذا الأخير سلطة تضاهي سلطة الحكومات ما تفطّن إليه بعض الباحثين الذين أشاروا إلى التناقض الكامن في قلب العلاقة القائمة بين الأخبار والديمقراطية، والذي يعّ عنه التعارضبين القدرات التحررية للتكنولوجيا الراهنة . ((( والإكراهات الخانقة للسوق . رأسمال الرمزي 6 لدراسة الصحافة الكثير من النقاش الذي دار ((( ) field theory أثارت نظرية الحقل ( حول مبدأ استقلاليتها عن بقية الحقول، وتجدّد بعد بروز الصحافة الإلكترونية وتطورها. فعلى الصعيد النظري، يمكن القول: إن صنّاع هذه الصحافة يملكون من الحرية ما يسمح لهم بالعمل بشكل مستقل عن الشركات الإعلانية. لكن عمليّا يحتاج هذا القول إلى مراجعة على ضوء عدم تمكن هذه الصحافة من فرضنموذجها الاقتصادي، واستمرار تبعيتها، بهذا القدر أو ذاك، لمصادر التمويل التقليدية، خاصة الإعلان، واستقصاء أخبارها من مصادر الأخبار الكلاسيكية المهيمنة حتى وإن انفردت ببعض الأخبار فسرعان ما تتملكها وسائل الإعلام الكلاسيكية وتُدْرِجها في الأجندة الإعلامية المهيمنة. إضافة إلى ما سبق قوله، نميل إلى الاعتقاد بأن الصحافة في المنطقة العربية لا تُشَكّل حقً بالمفهوم الذي حدده بيير بورديو؛ إذ إنها لم تستقل عن الحقول الأخرى: الاقتصادية، والسياسية، والدينية. ولا غرابة في ذلك إن لم تتمكن الحركية الاجتماعية السياسية من فرض مبدأ . بين السلطات، والذي على أساسه نزعم بوجود سلطة رابعة أو خامسة. Fenton Natalie, “De-democratizing the News? New Media and the Structural Practices ((( of Journalism,” in Siapera and Veglis, The Handbook of Global Online Journalism, 131. Ibid, 131. ((( ) الذي يرى أن العالم الاجتماعي مجزأ إلى عدد Pierre Bourdieu تنسب إلى بيير بورديو ( ((( كبير من العوالم الصغرى. إنها الحقول حيث يملك كل حقل رهانات، ومواضيع، ومصالح خاصة )الحقل الأدبي، والعلمي، والقانوني، والديني، والصحفي). فأقسام هذا العالم مستقلة نسبيّا، أي حرة في إقامة قواعدها الخاصة، ومنفلتة من التبعية لغيرها من الحقول الاجتماعية. ستيفان شوفالي وكريستيان شوفري، معجم بورديو، ترجمة الزهراء إبراهيم، (سوريا، دار الجزائر، . 147 )،ص 2013
132
Made with FlippingBook Online newsletter