بيئة الصحافة الإلكترونية العربية

أي الجمهور. وبالتالي عجزت عن الكشف عن آليات تفاوض المتلقي/المستخدم مع هذا المضمون للاشتراك في إنتاج المعنى. الاشتراك الذي يؤكد أن الأخبار ليستسوى عملية ََثّل اجتماعي يعيد بناء الواقع الاجتماعي بكل ما يحمله من توافق وتوتر واختلاف. ولا تستند إلى مضامين الأخبار فقط، بل إلى صلتها بالماضي أيضًا، وبالخلفيات الثقافية والأيديولوجية التي تؤطر عملية تأويلها. لم تتطور الصحافة الإلكترونية في المنطقة العربية في جزيرة معزولة عن الميديا الاجتماعية، خاصة تويتر وفيسبوك وإنستغرام التي ازداد عدد مستخدميها واكتسبت مكانة معتبرة في الاتصال العمومي. فالصحافة الإلكترونية لم تتخذ من هذه الميديا مَع ًَْا للنفاذ إلى الفئات الاجتماعية التي لم تصلها فحسب، بل حاولت أن تتملك الأخبار والمواضيع التي تتداولها. لقد حاولت الميديا الاجتماعية قيادة النقاش في المجتمع دون أن تملك ما يؤهلها لذلك نظرًا لكونها أداة اتصال وليست إعلام، فانجرّ مستخدموها إلى التعبير عن المكبوت والقدح والوشاية واتهام معارضيهم في الرأي بالتخوين، وهكذا أسهمت بدور لا يستهان به في تمييع النقاشالسياسيوأفرغته منمحتواه. وهذا ما حدا ببعضالباحثينعلىغرار الباحثالأميركي، إلى الاعتقاد بأن الميديا الاجتماعية أسهمتفي إفساد الانتقال الديمقراطيفي مصر مارك لينش، ((( وتونس. يبدو أن فهم ديناميكية المجالات العامة المجزّأة التي أسهمت في تشكيلها «الميديا» الاجتماعية والصحافة الإلكترونية تكون أوضح وأشمل إن جارينا ما ذهب إليه ماكنير بريان ) في أطروحته التي تدعو إلى الانتقال من براديغم الرقابة إلى براديغم Brian McNair ( ((( الفوضى. فالبراديغم الأول يؤكد على أهمية البنية والنظام التراتبي الذي يبسط يد النخب القائدة على الجهاز الثقافي لوسائل الإعلام، مما يؤدي إلى التشكل الأحادي للأيديولوجيا المهيمنة. بينما يفصح براديغم الفوضىعن أن رغبة هذه النخبفي الرقابة تتعرضفي الغالبلانقطاعاتغير متوقعة وتفرعات ناتجة عن تبعات التطورات السياسية والثقافية والاقتصادية والتكنولوجية 8 ، المغرب، " نحن والفيسبوك: ما الفيسبوك ولماذا أصبح أساسيّا في حياتنا " الصادق الحمامي، ((( . https :// bit . ly / 2yGYg6e ،) 2018 أبريل/نيسان 25 ، (تاريخ الدخول: 2017 يوليو/تموز نقً عن: ((( Correia, “Online Journalism and Civic Life”.

135

Made with FlippingBook Online newsletter