خاتمة ما سبق عرضه هو مجرد افتراضات لفهم علاقة الصحافة الإلكترونية العربية بالمجال العام اتخذت مداخل مختلفة؛ فهي قابلة للإثبات أو النفي. ويمكن أن نختتمها بما يشكّل قاسمها المشترك الذي نلخصه في النقاط التالية: . إن الصحافة الإلكترونية ليست معطى ساكنًا ومنهي البناء. إنها عرضة للتجديد 1 والتطور وتخضع لديناميكية التغيير الذي تصنعه الابتكارات التكنولوجية والاستخدامات الاجتماعية التي يؤطرها السوق. . إن تصفح مواقع الصحف الإلكترونية العربية يكشفعن اختلافها وتفاوت تطورها. 2 ويعود السببفي ذلك إلى جملة من العوامل، منها تباين الإمكانيات المادية، ودرجة مقاومة أو تبني قاعاتتحرير هذه الصحف للمبتكرات التكنولوجية، وهامش الحرية المتوفر في المجتمع، والتقاليد الثقافية والاتصالية والصحفية في المجتمع. حيث نلاحظ أن بعض الصحف لا تعمل على تحيين محتوياتها، بل تكتفي بإعادة نشر نسختها الورقية في شبكة الإنترنت، بينما استطاع بعضها أن يخطو خطواته الأولى في طريق التحرر من مرجعية الصحافة المكتوبة من خلال استخدامشرائط الفيديو، والملفات الصوتية، وفتح المجال لتفاعل جمهوره/مستخدميه ضمن أفق إشراكهم في إنتاج المادة الصحفية وتوزيعها. . إن العوامل التي أدت بهابرماس إلى التأكيد عن انحراف المجال العام، مثل انتقال 3 1870 صحافة الرأي إلىصحافة تجارية، وتراجع اهتمام محرري الصحف بالمصلحة العامة بعد مقابل دفاعهم عن المصالح الخاصة، إضافة إلى جنوحها نحو الترفيه، لا تزال قائمة بالنسبة للكثير من مواقع الصحف الإلكترونية العربية. وهذا الأمر يجب ألا ُفي الدور النشيط الذي قامت وتقوم به هذه الصحافة في توسيع سجل الأحداث والوقائع وإطلاع أكبر عدد من الناس عليها، والكشف عن التجاوزات في إدارة قضايا الشأن العام في الكويت وتونس والجزائر، على سبيل المثال، والدفع بالمشاكل التي تطرأ على المجتمع لتكون مرئية أكثر كشرط أساسي لتحولها إلى مشاكل عمومية، باستخدام قوالب جديدة لسرد الأحداث والتجارب بشكل يثير فضول الجمهور/المستخدمين ويدفع للاهتمام بها.
137
Made with FlippingBook Online newsletter