بيئة الصحافة الإلكترونية العربية

العام، وتجاوز الخطوط الحمراء والتابوهات، وهو ما لاحظه الأكاديمي وعميد كلية الإعلام في جامعة البتراء، تيسير أبوعرجة «أحسسنا أن هناك حالة جديدة، وموضوعات جديدة، وأسماء لكتاب جدد لم يكونوا معروفين ولأساتذة جامعيين..أحسسنا أن هناك إذًا، خلقت الحوامل الجديدة ((( رغبات مدفونة تسعى للتعبير عن نفسها في هذه المرحلة». بيئة إعلامية إلكترونية جديدة مفتوحة بسقف عال، ومفهومًا جديدًا للحرية الصحفية جعل الصحافة التقليدية، لاسيما الصحافة المكتوبة، خارج سوق المنافسة على الخبر والمعلومة، كما يرى الباحث وليد حسني زهرة، «وأصبح هذا السقف وهميّا في قضايا، مثل: المخابرات ((( والعائلة المالكة والجيش، وهو ما لا يجرؤ عليه الإعلام في دول عربية كثيرة». ب- فوضى السقف الوهمي بموازاة هذه الأبعاد التي حدّدها الصحفيون المهنيون وكتّاب الرأي وكذلك الباحثون والأكاديميون لحالة حرية الصحافة الإلكترونية خلال هذه المرحلة، وتُظهر في مجملها الدرجة المعيارية التي ميّزت هذه الحرية من خلال «المستوى المرتفع و/أو الجيد والسقف المفتوح» الذي أكسبها طابع الجرأة وفتح الباب واسعًا لتسكير التابوهات وتجاوز الخطوط الحمراء، فإن ثمة بُعْدًا آخر يُمَثّل الجانب السلبي الذي أنتجه هذا السقف المفتوح لحرية الصحافة الإلكترونية. فقد كانت «الفوضى» سمة بارزة للنشاط الصحفي الإلكتروني انعكست سلبًا على حرية الصحافة الإلكترونية، وأنتجت «ممارساتغير مهنية ولا أخلاقية» كانتلها تبعات على هيكلة القطاع ومَأْسَسَتِه. وهنا، يرصد الفاعلون المعنيون بحرية الصحافة الإلكترونية بعضمظاهر هذه الفوضىفي: - انتشار الأخبار المفبركة والشائعات بسبب الحرية المنفلتة التي ليس لها ضوابط. ويعزو البعض هذا الانفلات إلى عملية الاستقطاب بين مراكز القوى داخل أجهزة الدولة وخارجها، وكذلك الخلفية الصحفية للعاملين في الصحافة الإلكترونية الذين اشتغل معظمهم في الصحافة الأسبوعية؛ حيث اعتمد هؤلاء على الإثارة والتلاعب بالأخبار والألفاظ في تناول بعض القضايا المرتبطة بالفساد، وهو ما أعطى انطباعًا سيئًا عن الصحافة ديسمبر/ 25 مقابلة خاصة أجراها الباحث مع تيسير أبوعرجة، عميد كلية الإعلام في جامعة البتراء، ((( ، الأردن. 2017 كانون الأول مقابلة خاصة أجراها الباحث مع حسني زهرة، مرجع سابق. (((

154

Made with FlippingBook Online newsletter