بيئة الصحافة الإلكترونية العربية

((( على بناء حالة الإعلام بشكل أكثر جدوى ومهنية...». هذا الربط بين الحالة الإعلامية والحالة السياسية نجده أيضًا فيخطابعضو مجلسالنقابة، خالد القضاة، الذي لا يفصل التضييق على الحريات الإعلامية عن التضييق الذي يمارس على باقي مؤسسات المجتمع المدني والمؤسسات النقابية والهيئات الحزبية، ويفسرهذه الحالة العامة المركبة بـ»الفجوة الكبيرة بين الأطروحات العامة والتطبيق على مستوى سياسات الحكومة. فالملك يتحدث عن الحريات التي تبلغ عنان السماء لكن على الأرضشيء آخر.. نحن نقول: إن الدستور والقوانين مثلها مثل قلب الإنسان لا يجوز كلما طرأ شيء جديد أن نقوم بعمليات جراحية؛ لأنها ستضر بالبيئة التشريعية كما أن التعديلات جاءت مشوهة لحماية مجموعة من ((( المتنفذين وتحصينهم ضد النقد». ويتبنى هذه الأطروحة أيضًا بعض المشرعين، مثل النائب عن كتلة التحالف الوطني للإصلاح، صالح العرموطي، الذي يرى أن الحالة الإعلامية جزء من الحالة السياسية، «وأن التضييق لا يقتصر على حرية الإعلام والصحافة وإنما يشمل كل القطاعات ومؤسسات المجتمع المدني بما فيها الأحزاب والنقابات المهنية، وهذا ينعكسسلبًا على الجانب الاقتصادي والتشريعي والاجتماعي والأمني..». ويؤدي، في نظره، إلى «العبث بالدولة وإضعاف ((( مؤسساتها والتضييق على الحريات وتصبح هناك هوة بين مؤسسة الحكم والشعب». إذًا، تبدو العلاقة التبادلية بين الحالة الإعلامية والنظام السياسي مستحكمة في السياق الأردني، لذلك يعتبر بعض الباحثين الإعلام مسبارًا لقياس الحريات ودرجة حرارة الديمقراطية، وطبيعة النظام السياسيو»رؤيته الفلسفية» للحريات، وهنا، نفهم رأي الرئيس التنفيذي لمركز حماية وحرية الصحفيين، نضال منصور، الذي يربط بدوره الحالة الإعلامية بطبيعة النظام السياسي، مصنفًا الأردنضمن دول الهامش الديمقراطي، «لكنه في الوقت نفسه ليس دولة مستبدة ولا دولة ديكتاتورية، كما لا توجد انتهاكات جسيمة مثل القتل والاختفاء القسري للصحفيين، ويستطيع الأردن أن يسجل تقدمًا غير مسبوق في ملف الحريات بجهد بسيط من خلال تعديل البيئة التشريعية واتباع سياسات وممارسات منضبطة تتواءم مع التوجهات التي يتحدث عنها الملك». ويرى أن الخلل في هذا الوضع يتمثّل في عدم إنفاذ

مقابلة خاصة أجراها الباحث مع السعايدة، مرجع سابق. ((( مقابلة خاصة أجراها الباحث مع القضاة، مرجع سابق. ((( مقابلة خاصة أجراها الباحث مع العرموطي، مرجع سابق. (((

170

Made with FlippingBook Online newsletter