المواطن» على الشخص الذي يكتفي فقط بنقل ما يشاهده، لأن صفة الصحفي تنسحب على من يحرر الخبر، ويعالجه وفق القوالب التحريرية، وربما يضطر للاتصال بمصادر معلوماتية أخرى، أو «استدعاء التاريخ لإكمال الخبر، تليه عملية تصنيف المعلومات التي يوفرها ((( المواطنون، والعمل على تحريرها وتلوينها بما لا يخرج عن سياسة الصحيفة التحريرية». ولو تريث الباحثون قليً وأمعنوا النظر في الممارسة لاكتشفوا أن الكثير من التوصيفات بشأن «صحافة المواطن» و»المواطن الصحفي» بعيدة كل البعد عن قواعد الممارسة الصحفية المهنية. «فلا يُعَدّ المواطن صحفيّا إذا تزوّد بوسائل الاتصال، التي هي -في الأغلب- هواتف ذكية تمكّنه من نشر المعلومات أو نقل الأحداث التي جعلته الظروف شاهدًا عليها». «كما لا يمكن أن تصبح مدونة المواطن الشخصية صحيفة إلكترونية إذا كان ما ينشره لا يتعدّى معلومات يلعب فيها دور المصدر في العملية الاتصالية التقليدية فقط لا غير. وغالبًا ما تفتقر الصحفي مكتمل الأركان؛ إذ إلى المحتوى ” المعلومة التي ينشرها ذلك «الصحفي المواطن تبقى معلوماته عاجزة عن توفير إجابات دقيقة عن تساؤلات الخبر الستة، أو الإلمام بأشكال ، بينما يُفترض أن تقوم الصحافة بدور عقلاني في تشكيل الرأي العام، وإدارة ((( الخبر المعروفة» الحوار المتزن كسلطة لها وزنها في بنية المجتمع، وقوة رمزية في بناء التواصل ومشاركة الأفكار وتداولها. إن الاتجاهات التي انتحاها الباحثون إذن، وأفضت بهم إلى نحت مصطلح «صحافة المواطن»، لا تقترب من الصحافة كمفهوم أو حرفة إلا في بعدها التنظيري؛ «فالأقرب أن ممارسة «صحافة المواطن» هي انتقال للمجتمع من الواقع إلى واقع افتراضي، توسعت معه سبل المشاركة وتبادل الأفكار، وحينها قد تتعدد المسميات مثلما هو حاصل في الإعلام التقليدي كإطلاق الصفة للتخصصية أو لون الناقل أو نوع التناول، بأن نقول: صحافة صفراء ((( أو فكاهية أو اقتصادية..إلخ». في المحصّلة، فإن تمظهرات «صحافة المواطن» تشير إلى خلق نفس من الحرية إلا أن تلك الحرية لم ترافقها المسؤولية في كثير من الأحيان، وغابت عنها قواعد الممارسة المهنية، والدقة،
، مرجع سابق. " صحافة المواطن...إعلام هجين " السر، ((( المرجع السابق. ((( المرجع السابق. (((
195
Made with FlippingBook Online newsletter