((( مقومـات مجتمـع المعلومات بهـا، وبلوغها مـا يمكـن أن نطلـق عليـه «مجتمـع المعرفة». إن عدم توافر الأطر، والضوابط المهنية، والأخلاقية، والقانونية في ممارسة الصحافة الإلكترونية في الكثير من المجتمعات -ومنها على وجه الخصوص المجتمعات العربية- يثير اليوم عدة هواجس وقضايا، ويطرح عدة تساؤلات حول حرية الصحافة من حيث اعتبار النشر الإلكتروني داعً لمبدأ حرية الإعلام عمومًا بعيدًا عن المعايير التي يلتزم بها الصحفي في الصحافة التقليدية، وفي ظل تشديد الرقابة على المادة الصحفية المنشورة إلكترونيّا، إضافة إلى قضايا التزام الصحف الإلكترونية بالمعايير الأخلاقية والمهنية، وإشكاليات علاقة النشر عبر الشبكة بحقوق المؤلف والرقابة على المصنفات...إلخ. وفي ظل وجود مثل هذه الهواجس، فإن التفكير في الأطر، والضوابط المهنية، والأخلاقية، والقانونية للبيئة الجديدة للصحافة الإلكترونية يتطلب الاستئناس أوً بمثيلاتها في الصحافة التقليدية، للنظر في الحقوق المستحقة والواجبات المفروضة على الصحفي أثناء أدائه لمهامه، والنظر ثانيًا في كل الإمكانيات المتاحة لتطبيق القواعد القانونية العامة على وسائل الإعلام الحديثة ومنها الصحافة الإلكترونية. «أما الجوانب التي لا تفي القواعد القانونيـة العامـة بالحاجة إلى تنظيمها، فإنه على الدولة التدخل مـن أجل وضع تنظيـم قانـوني يضمـن عـدم التعـدي على الحقـوق والحريـات الفرديـة جرّاء الاستخدام المفرط لتلك الوسـائل مـن دون ((( ضوابـط أو حـدود واضحـة». . الضوابط القانونية والأخلاقية للصحافة التقليدية في خدمة الصحافة الإلكترونية 1.3 إن مجمـل الحقـوق التـي يتمتـع بهـا أو يطالـب بهـا الإعلاميون في البيئـة التقليديـة، تنطبـق بشـكل أو بآخـر على الإعلاميين العاملين في البيئـة الإلكترونية الجديـدة، سـواء أكانـت حقـوقًا مهنيـة أو سياسـية أو ثقافيـة أو ماديـة أو معنويـة أو غيرهـا؛ حيـث يحـق للإعلاميين في البيئـة الإلكترونية الجديـدة التمتـع بهـذه الحقـوق، إضافـة إلى مـا تضفيـه عليهـم البيئـة الجديدة من حقـوق لا يتمتع بهـا الإعلاميون في البيئة التقليديـة مثـل هامش المرجع السابق. ((( واقـع حرية الـرأي والتعبير فـي ضوء التطـورات التكنولوجية المعاصرة: دراسـة " أحمـد الحسبان، ((( ، مـارس/ 35 ، السـنة 1 ، مجلـة الحقـوق (مجلس النشـر العلمي، الكويت، العدد " تأصيليـة مقارنة . 337 )،ص 2011 آذار
197
Made with FlippingBook Online newsletter