بيئة الصحافة الإلكترونية العربية

أن استعارة المصطلحات العلمية من حقول معرفية مغايرة ضرورة لازمة لتعريف الأنماط الوظيفية الجديدة داخل أي نسق معرفي. ففكرة النشوء تتضمن الاعتقاد بأن صراع الكائنات من أجل البقاء ضرورة حتمية نظرًا لندرة الموارد وأن تغيرًا يحدث في السمات الوراثية للكائنات عبر الأجيال يؤدي إلى بقاء واستمرار بعضها بطرق الانتخاب الطبيعي، بينما قد يتسببفي ندرة وانقراض بعضها الآخر. ويمكن ملاحظة ثنائية البقاء/الانقراض وتغير السمات عبر الأجيال في العديد من الظواهر والمنتجات الاتصالية التي أصبحت من «الحفريات» والتي تمتد من أوراق البردي وصوً إلى التليغراف. كما أن الآلة الكاتبة قد اختفت إلا أن نظام لوحة المفاتيح ظل موجودًا ومستخدمًا Punctuated في أجهزة الحاسب والأجهزة اللوحية. وترتبط فكرة «التوازن المتقطع» ( Paul ) بفكرة النشوء داخل البيئة الإعلامية؛ حيث يؤكد بول ليفينسون ( Equilibrium ) أن جميع المعارف الطبيعية والإنسانية والاجتماعية تشكّلت عبر الخمسة آلاف Levinson سنة الأخيرة فقط من عمر البشرية، وبالمنطق ذاته يمكن اعتبار أشكال التعبير الإنساني المتلاحقة التطور بفعل ثورة المعلومات والاتصالات مثل صفحات الويب والمدونات والويكيز وحسابات الشبكات الاجتماعية وغيرها أنماطًا للتوازن المتقطع في الرحلة الممتدة ((( لتطور البيئة الإعلامية. المصطلح الثاني، وهو «واجهة الاستخدام»، يشير إلى أن لكل وسيلة إعلامية واجهة تمثّل بوابة الدخول إلى عالمها وتوفر مساحة للتعريف بوظائفها وتشكّل نقطة تماس مع الفاعلين الاتصاليين الآخرين. مث ً، تُعَدّ شاشة الآيفون واجهة استخدام تتجلى فيها التفاعلات بين العناصر الإنسانية والتقنية حيث تجتمع حواس اللمس والسمع والبصر مع مجسات الحرارة والضغط والضوء والحركة وحضور المجال الكهرومغناطيسيوإمكانيات الاتصال عن بعد. أما المصطلح الثالث، وهو «التهجين»، فيشير إلى عملية تتم على المستويين الزمني -من )- والمكاني -من خلال ما يسمى بتلاقح Coevolution خلال ما يسمى بالتطور المشترك ( )، ووفقًا لما أشار إليه ماكلوهان في كتابه «فهم الإعلام» Cross - Fertilization الأنظمة ( فإن عمليات التهجين بين الوسائل الإعلامية تؤدي إلى انبعاث طاقة كبيرة بفعل انصهار أو

Ibid, 15. (((

221

Made with FlippingBook Online newsletter